البقاع - عفيف دياب
لم يحسم الجدل الدائر داخل تيار المستقبل في البقاع منذ ما بعد الانتخابات النيابية السابقة، ولم ينته فصولاً الصراع الخفي ــ المعلن بين «الأجنحة» المحلية. فالقوى داخل التيار في البقاع «متكافئة» القوىة والأحجام. وكما أصبح معروفاً، فإن لكل قوة أو جناح «مرجعية» في قصر قريطم الذي يعمل جاهداً لرأب الصدع وحسم الخلافات والاختلافات حول من سيكون «القائد» في البقاع.
هذا «الصدع» المرشح للاتساع والتحول إلى «هوّة» كبيرة تفصل أجنحة تيار المستقبل بعضها عن بعض، اتخذ شكلاً جديداً بعدما أثارت «الأخبار» سابقاً مسألة الخلافات الدائرة داخل التيار، ووجود عدد لا يستهان به من البعثيين في صفوفه، وما تبع ذلك من تبادل اتهامات بشأن من سرّب هذه المعلومات.
وأبلغت مصادر إلى «الأخبار» أن نواباً من التيار في البقاع ناقشوا ما آلت إليه الأوضاع داخل «المستقبل» في المنطقة، وأن رئيس كتلة المستقبل سعد الحريري أصبح في صورة الوضع الحقيقي وفي جو الصراعات على «الزعامة» في البقاع، ومحاولة البعض عرقلة عمل البعض الآخر لإثبات فشله.
وتحدثت أوساط من داخل «التيار» في بيروت عن نية النائب سعد الحريري حسم الصراع وتسمية المحامي زياد القادري (نجل النائب الراحل ناظم القادري) مرجعية رسمية للتيار في البقاعين الغربي والأوسط، يعاونه عدد من الشخصيات التي لا تدور في فلك الأجنحة المتصارعة.
وأوضحت مصادر متابعة أن تسمية القادري أقلقت بعض من يرى نفسه مرجعية للتيار في المنطقة، ولا سيما في البقاع الغربي، مشيرة إلى أن اعتماد القادري مرجعية رسمية للتيار في البقاعين الغربي والأوسط سيعطي «مؤشراً إلى صحة ما تردد عن نية الحريري ترشيحه للانتخابات النيابية المقبلة لعدم رضاه عن أداء نواب من كتلته في البقاع، كما في مناطق أخرى». وتعتقد هذه المصادر أن تسمية القادري «ستكون لها ارتدادات على الأجنحة المتصارعة، وسيلقى المحامي الشاب اعتراضات ومحاولات عرقلة من بعض الطامحين، ولا سيما أن القادري ينطلق من قاعدة شعبية هي عائلته (نحو ثلاثة آلاف ناخب عدا امتداداتها) التي تتمتع بنفوذ كبير في البقاع الغربي وراشيا لا يمكن تجاهله». وتضيف المصادر أن «تسمية القادري ستؤدي الى اعتكاف البعض، وتحديداً من يعملون وفق أهواء خاصة لا وفق مصلحة التيار، سياسياً واجتماعياً، أو بتعبير أدقّ، إحراجهم لإخراجهم ووضع حد للبلبلة التي يحدثونها وتؤثر في العمل العام للتيار في البقاع». وتلفت مصادر في تيار «المستقبل» في البقاع إلى أن اجتماعات عدة عقدت بين الحريري والقادري «الذي اصبح مقرّباً جداً من الشيخ سعد، ومحل ثقة يعتمد عليه في تنظيم التيار في البقاع». وأكّدت أن «كل الإجراءات لتحويل التيار الى حزب سياسي ذي هيكلية تنظيمية اصبحت شبه منجزة، وقد تعلن مطلع السنة المقبلة».