توالت المواقف المعترضة على استقبال مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع في دار الإفتاء، وترافقت مع انتقاد لتصريحات مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو.وكشف الرئيس عمر كرامي، على هامش استقباله وفداً من حزب الله، عن اجتماع سيعقده مع أعضاء «اللقاء الوطني» من الطائفة السنية، في منزل الوزير السابق عبد الرحيم مراد في بيروت غداً «للتشاور»، مشيراً إلى أن «قضية استقبال سماحة المفتي (محمد رشيد قباني) للدكتور (سمير) جعجع فتحت ولن نسكرها». وأعرب عن أسفه «لأننا سمعنا كلاماً على أساس أنه خطاب سياسي وهو ردح» وليس كلاماً سياسياً، ويسيء إلى أصحابه قبل أن يسيء إلينا».
وانتقدت هيئة العمل القومي استقبال جعجع، داعية الى «إبعاد السياسة عن مواقف بعض رجال الدين المستفزّة للمشاعر الوطنية والقومية».
من جهة أخرى، رأى الرئيس الدكتور سليم الحص أن «أخطر ما يواجه المصير الوطني هذه الأيام هو المحاولات الحثيثة لإشعال الفتن المذهبية والطائفية في بلدنا، توصلاً الى مثل ما يدور على الساحة العراقية من فواجع». أضاف: «لفتنا أن بعض رجال الدين يطلقون بين حين وآخر كلاماً فئوياً يصب في هذا المجرى من حيث يدرون أو لا يدرون. فهم في كلامهم هذا يستثيرون الحساسيات الفئوية، ما يهدد مجتمعنا بأفدح الأخطار». وأهاب «بقادة الرأي، خصوصاً الروحيين، النأي عن هذا النهج والامتناع عن الإدلاء بأي مواقف من شأنها تعميق الانقسامات». وقال: «إذا كان دعاة الفتنة يصوّرون أنفسهم أنهم في ما يقولون إنما يتحدثون باسم طائفتهم، فهم في واقع الحال أبعد ما يكونون عما يريده أو يشعر به أو يعتقده أبناء تلك الطائفة».
ورد عضو المجلس الشرعي السابق، عضو «منبر الوحدة الوطنية ـ القوة الثالثة» أحمد طبارة على الجوزو، مستغرباً صدور ما صرّح به «عمّن حمل على رأسه عمامة الدفاع عن الظلم والتعدي». وسأله: «ما الضير إن حمل راية مقارعة إسرائيل في هذه المرحلة إخواننا الشيعة، وما رأي سماحتك بمن يقارع إسرائيل في غزة وفلسطين وهم منا نحن أهل السنّة. هل أنت مع سنّة غزة وضد إسرائيل، وضد شيعة لبنان ولو كانوا ضد إسرائيل؟». وختم: «لن يكون لوقع كلامك صدى، فنحن مع المقاومة وضد إسرائيل بلا حساب».
ودعا رئيس «مركز بيروت الوطن» زهير الخطيب «الأحرار من علماء وعقلاء ومثقّفي أهل السنّة الى العمل لتصويب المؤسسات والمسارات الشرعية لأن العودة عن الخطأ فضيلة وواجب شرعي وضرورة لاستعادة وحدة أهل السنّة».
من جهته، دافع الحزب التقدمي الاشتراكي عن الجوزو، مشيراً الى أنه عبّر «عن قناعة معظم الشعب اللبناني بتورط النظام السوري في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري»، واستنكر التعرض للجوزو «المعروف بمواقفه الوطنية الواضحة».
الى ذلك، استغرب المكتب الإعلامي لنائب رئيس «جبهة العمل الإسلامي» الشيخ عبد الناصر الجبري «الحملة التي طالت الشيخ الجبري لموقفه من استقبال جعجع في دار الإفتاء»، ورأى أن الاستقبال «هو الأمر المستنكر».
(وطنية)