واصل رئيس تكتل الاصلاح والتغيير العماد ميشال عون حملته العنيفة على الحكومة وعلى «الطقم السياسي الحاكم» في البلد
شن العماد ميشال عون هجوماً عنيفاً على الحكومة ورئيسها فؤاد السنيورة الذي توجه اليه بالقول: «بدي خليلك مسلة تحت باطك تضلها تِنعرك»، وذلك رداً على دعوة الرئيس السنيورة المطالبين بالتغيير الحكومي الى «التخييط بغير هالمسلّةودعا عون في حوار مع تلفزيون «ايه أن بي» ليل أمس الحكومة إلى «الخجل من نفسها لأن لا أحد يطمئن لإيداع قرش لديها». واعتبر أن «سمعتهم بالزفت منذ 15 سنة»، خصوصًا أنه «الطقم نفسه» الذي رتب على لبنان ديوناً بلغت 40 مليار دولار. «وما زال يُكمل في الأسلوب الإقتصادي نفسه من دون طرح أية آلية للمعالجة. والعالم بأكمله سحب ثقته منهم. ومن المعيب جدًا أن ما من أحد من الناس يؤمن بالسلطة الحالية. والمساعدات التي تقدم ليست للحكومة وإنما للشعب اللبناني».
ودعا عون الحكومة الى تغيير سلوكها، «اذ انها لا تقدم نموذجاً صالحاً، وإذا كانت الولايات المتحدة تقدرها، فلتأخذها لتستفيد من خبراتها». وأشار إلى أن الرئيس السنيورة «تغزل أمس بسوريا أقصى الدرجات». وسأل عن رأي الدكتور سمير جعجع «بهذا الغزل الذي لم يصل إليه الشاعر السوري نزار قباني».
وقال إن «النظام الحاكم اليوم، عاش تحت الوصاية السورية 15 سنة، وفجأة توفي والده قبل أن يتمكن من ممارسة أية صلاحيات، وكان يكتفي بتنفيذ الأوامر. واليوم، يبحث عن معلمين في الخارج، ويتنقل رموز السلطة الحالية بين العواصم الأجنبية للبحث عن معلم يتبناهم». ورأى أن أكبر مذلة تاريخية للبنان تتمثل بالتنقلات السياسية والديبلوماسية على العواصم الغريبة من دون تقديم محاضر الاجتماعات للشعب اللبناني أو ممثليه في البرلمان. ومن حق الشعب اللبناني أن يعلم بما تم تداوله طوال ثلاث ساعات بين السنيورة والمعلم على هامش إجتماع وزراء الخارجية العرب».
واعتبر العماد عون أن الحكومة الحالية «لم تقدم الوطن أية خطوة إلى الأمام، وإنما أعادته إلى الوراء». وأشار إلى أن إعادة هيكلة الوحدات العسكرية كان من اولويات التيار الوطني الحر، «لكنهم تجاهلوا مطلبنا، وفجأة إستفاقوا إلى أن الجيش غير قادر على ضبط الحدود، ولا يملك الإمكانات». وسأل عن أعمال الوزراء، مؤكدًا عدم قيامهم بالحد الأدنى من واجباتهم.
ولفت إلى أن مواقف التيار الوطني الحر خلال الحرب «لم تكن لقاء دفع البدل السياسي. وإنما من منطلق أن هناك وطناً وقع عليه إعتداء شامل. ولم يكن باستطاعته كمواطن لبناني إلا أن يقف مع وطنه ومع حزب الله بصرف النظر عن الفوز والخسارة». ورأى أن «الحزب إنتصر من منطلق أن الحرب تربح بالبقايا. ويجب إستكمال الإنتصار العسكري بتأكيد السيادة والاستقلال». ووصف الحصار بأنه «أكبر عمل عدواني في هذه الحرب. والتكتل طالب الحكومة بإجراءات خاصة للتجار لإعفائهم شهراً أو أكثر من دفع الرسوم الجمركية للتعويض عن خسائرهم». وردًا على سؤال حول أموال حزب الله، دعا إلى السؤال بداية «من أين وصلت مئات مليارات الدولارات لإفساد العملية الإنتخابية»؟
وأكد أنه لو لم تكن ثمة وثيقة تفاهم مع حزب الله، كان سيدعمه بالأسلوب نفسه. وأشار إلى أن النائب جورج عدوان تحدث عن معطيات سابقة تفيد بوقوع الحرب. وحمل عون على الحكومة مجددًا فانتقد رئيسها الذي قال في عز العدوان الإسرائيلي على لبنان أنه لا يتبنى عملية حزب الله، مقدمًا بذلك المبرر لإسرائيل لتستمر في عدوانها. وجزم عون بأن «السيادة التي ندافع عنها ليست ضد سوريا فقط. السيادة ضد إسرائيل وضد سياسة المحاور. وثمة مبادئ أساسية علينا ان نبني الدولة عليها. في مقدمتها الإعتراف النهائي بأن لبنان سيد حر مستقل. وموقع لبنان يجب أن يكون خارج المحاور، أيًا تكن».

(الأخبار)