أعلن رئيس المجلس النيابي نبيه بري عن توجّه لتقديم شكوى إلى مجلس الأمن من دون دعوته الى الانعقاد، وأشار إلى أن لبنان كله في خطر مؤكداً أن لا فارق بين عمل الحكومة والمجلس.
لليوم الثالث على التوالي، واصل النواب اعتصامهم المفتوح في القاعة العامة للمجلس احتجاجاً على الحصار الإسرائيلي، في حضور عدد قليل من الوزراء. وقال بري في بداية الجلسة: «أثناء محادثاتي التي أدت الى القرار 1701 كان التعهد الأميركي عبر (مساعد وزيرة الخارجية الأميركية) ديفيد ولش أنه بين 7 أو 10 أيام سيرفع الحصار وقد مضى 20 يوماً، ويقولون أياماً كحد أقصى» معتبراً أن حصار المطار «عملية ابتزاز». وسأل: «من كلف إسرائيل أن تقوم بالحصار؟ ومَن كلفها تنفيذ القرار 1701و لفت بري إلى أن «ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان غير بيدرسون نقل عن الرئيس بشار الأسد أن السوريين لا مانع لديهم من الاستعانة بالخبرات التقنية والفنية في ما يتعلق بموضوع المراقبة، معلناً أن بيدرسون لا ينصح بتقديم شكوى إلى مجلس الأمن، كما لا ينصح باللجوء الى مجلس الأمن إلا بعد تقرير الأمين العام في 11 الشهر الجاري. وأعلن بري أن صدى الاعتصام بدأ يأخذ مداه في العالم العربي والعالم أجمع»، مشيراً إلى أن رئيس البرلمان العربي محمد جاسم الصقر أبرق معلناً تضامنه ببيان و«سيأتي اليوم الى دمشق ومن ثم الى بيروت ويعتصم ثلاث ساعات في البرلمان».
وتلا الرئيس بري بيان الصقر حول دعم الاعتصام وشجب الحصار الإسرائيلي. وأعلن أنه يميل الى أن يتقدم لبنان بشكوى الى مجلس الأمن «ولكن من دون طلب انعقاده، وإذا حصل تماد في هذا الحصار فعندئذ يمكن أن نطلب انعقاد المجلس».
أضاف: «هناك إقرار من الجميع بأن هذا الحصار غير وارد في القرار 1701، وبالتالي هو اعتداء جديد، بل اعتداء متماد(...). قلنا ما هو المطلوب فطرح أنه يجب توجيه رسالة من الحكومة اللبنانية تطالب فيها ألمانيا عبر الأمم المتحدة بأن ترسل قواتها من أجل موضوع الحصار البحري».
وعرض بري للقاءات التي جرت بين الجيش اللبناني والقوات الدولية وبُحثت خلالها مسألة الرقابة البحرية وجرى التوافق على أن يتولى الجيش هذه المهمة حتى عمق 20 كيلومتراً وإذا أراد يستعين بـ«اليونيفل». واستغرب عودة هذا الموضوع الى التداول من جديد مشيراً إلى أنه سمع عن بيدرسون ان الانسحاب الاسرائيلي قد يستغرق شهراً على الرغم من وصول اليونفيل. ولفت إلى «أن الألمان أبلغوا الدولة اللبنانية أنهم خلال 17 يوماً سيصلون إذا لم تحصل أي تعقيدات فمعنى ذلك سيأخذون الكتاب وننام 17 يوماً ونحن محاصرون». وأكد بري أنه رفض والرئيس السنيورة والوزراء هذا الأمر «وقلنا من المستحيل أن نبحث في أي أمر على الإطلاق قبل أن يُفتح المطار والمرفأ». أضاف: «آخر العروض التي جاءتنا بعد اتصالات مع مستشارة ألمانيا (أنجيلا ميركل) ووزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ووزير الخارجية السعودي والقطري الأمير سعود الفيصل وحمد بن جاسم، ومع جهات أخرى أنه يمكن البحث في فتح المطار فوراً وبعد ذلك بخمسة أو ستة أيام يفتح المرفأ، فكان جوابنا الأوّلي أننا ندرس الموضوع، وهذا الكلام معقول، لكن أن لا يرتبط بمجيء باخرة أو عدم مجيء باخرة، بل يكون الوقت محدداً، بمعنى مثلاً يُفتح المطار اليوم ويُفتح المرفأ مثلاً نهار السبت أو الأحد، ولكن لا يُقال بفتح المطار الآن، وعندما تأتي أول باخرة من قوات اليونيفل يتم فتح المرفأ لأن هذا الأمر يصبح عرضة للتبديل والتغيير».
ثم تحدث النواب فدعا النائب أكرم شهيب المغتربين الى رفع العلم اللبناني والاجتماع أمام البرلمانات في الدول التي يسكنون فيها. ودعا النائب اسماعيل سكرية الى الاعتصام أمام السفارة الأميركية في عوكر يشارك فيه عدد من النواب.
ودعا النائب حسن يعقوب النواب الى ركوب طائرة. وأيد النائب وليد عيدو تقديم شكوى الى مجلس الأمن. ودعا النائب عاصم عراجي الى التعويض على المزارعين. وطلب النائب نبيل نقولا أن يضم الى الشكوى لمجلس الأمن مسألة القنابل العنقودية. وسأل النائب حسن حب الله عن خطة الحكومة لمواجهة العدوان والحصار .
ودعا النائب بطرس حرب اللجان النيابية الى عقد جلسات يومية لمناقشة القضايا المطروحة، كما دعا الى تفعيل عمل وزارة الخارجية.
ورأى النائب مصطفى هاشم «أن على الجامعة العربية القيام بالجهد نفسه». وطالب النائب مروان فارس بدعوة الأحزاب لمواجهة هذا الحصار. وأكدت النائبة غنوة جلول أن العمل الديبلوماسي هو الذي يؤتي ثماره. ودعت الى تخصيص جناح للنائبات للمشاركة في الاعتصام.
وشدد النائب عبد المجيد صالح على تفعيل الاعتصام، وسأل النائب إبراهيم كنعان الحكومة إذا كانت لديها قراءة لبنانية للقرار 1701 معتبراً أننا «نستطيع من خلال اللجان أو الكتل أن نضع قراءة لبنانية للقرار 1701 يتم تسويقها في العالم»، ودعا الى وضع تصور للأولويات في الإعمار .
وهنا لفت بري الى "لبنان كله في خطر، الجميع يجب أن يتداعى، المقصود أن لا فارق بين عمل الحكومة وعمل المجلس".
وطالب النائب نادر سكر بعدم الاكتفاء بالشكوى إلى مجلس الأمن بل بدعوته الى الانعقاد. واقترح النائب سيرج طور سركيسيان أن يصعد بعض النواب الى الطائرة وليس جميعهم "كي لا نضحي بالمجلس".
ورأى النائب غازي زعيتر "أن الإدارة الأميركية هي المسؤولة عن الحصار"، ورأى أنه من المفيد أن نحاصر من يحاصرنا أي أن نحاصر أميركا عبر مقاطعة بضائعها وأمور أخرى".
وأوضح بري أن الأمور «ستتصاعد وفقاً للمندرجات التي نضع أنفسنا فيها»، ورأى أن على مجلس الوزراء أن يعلن حالة طوارئ ولا سيما أن الشتاء على الأبواب، وقال : «على الصعيد الاغترابي سنأخذ باقتراح شهيب، وسنعد رسالة، وسنحرك موضوع لجان الصداقة ،وسندرس فكرة الوزير مروان حمادة بأن تبحر كل شركات البواخر اللبنانية في شواطئ لبنان وفي رحلات من الجنوب والشمال والعكس في وقت واحد. اعتقد أن ذلك يشكل تحدياً، وسنجري اتصالات بهذا الموضوع».
وحمّل وزير الإعلام غازي العريضي المسؤولية المعنوية والسياسية والنتائج المترتبة على هذا الحصار للإدارة الأميركية.
من جهة أخرى، أبرق بري الى عدد من رؤساء الاتحادات البرلمانية والبرلمانات في العالم لشرح الموقف اللبناني وممارسة الضغوط من أجل فك الحصار والتضامن مع الاعتصام النيابي اللبناني.