رأى رئيس وزراء باكستان شوكت عزيز، ان «ما حصل (في لبنان) نتيجة العدوان الاسرائيلي، يوازي ما تحدثه هزة ارضية في بلد ما». وقال إن الحصار الاسرائيلي المفروض على لبنان «يمثّل عقبة أمام العودة إلى الحال الطبيعية والجو السلمي في المنطقة»، وشدّد على ضرورة «رفعه فوراً، لكي يتمكن لبنان من العودة إلى حياته الطبيعية ويخرج اللبنانيون من حالة الصدمة التي مرّوا بها نتيجة لما حصل خلال الأسابيع الماضية». وقال: «نحن نؤمن بأن قرار مجلس الأمن (1701) يجب أن يتّبع حرفياً».وأكّد «ان باكستان تؤمن بالسلام والتسامح لحل كل القضايا، وأن القوة ليست هي الحل»، كما تؤمن بـ «أن العنف لا يمثّل وسيلة لحل المشاكل، بل إننا في حاجة إلى الحوار وتبادل الآراء وترويج مبدأ السلام، فهذه المنطقة كلها في حاجة الى السلام». ورأى أنه «آن للمجتمع الدولي أن يأخذ علماً بجدية الوضع، وأن يكون في حجم التحديات التي يواجهها لبنان أو الوضع الفلسطيني». وأعلن ان بلاده ستتخذ في الأيام المقبلة قراراً في شأن مشاركتها في القوة الدولية المعززة في جنوب لبنان.
وقد زار عزيز بيروت أمس لساعات، على رأس وفد ضم وزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية في باكستان هنية رباني خار ووزير البيئة امين اسلام خان. واستقبله في المطار رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ، وسفيرة باكستان اسمى انيسة، والنواب: علي بزي، حسين الحاج حسن وعلي المقداد.
وبعد لقاء مع السنيورة استمر عشر دقائق، في صالون الشرف، توجّه الوفد الى ضاحية بيروت الجنوبية برفقة صلوخ والنواب الثلاثة. وأبدى دهشته لحجم «الدمار والخراب»، متمنياً على «رؤساء العالم العمل على الوصول الى سلام في المنطقة ولبنان، وعدم استهداف المدنيين الابرياء، لأن استهدافهم مأساة بشرية لا يستطيع العالم تحملها».
وزار عزيز رئيس الجمهورية وأبلغه رسالة شفهية من نظيره الباكستاني برويز مشرف، يعرب فيها عن «تضامن باكستان مع لبنان وشعبه في الظروف القاسية التي نتجت من العدوان الاسرائيلي». وبحث معه في المساعدات التي يمكن أن تقدمها باكستان للبنان، لإزالة آثار العدوان الاسرائيلي ولا سيما في مجالات السكن والاقامة».
وكشف لحود أن «ثمة اتصالات تجرى في مختلف المحافل الاقليمية والدولية، لإيجاد حل عادل للنزاع العربي ــ الاسرائيلي، يؤمل ان تحقق النتائج الايجابية المرجوة». وقال: «ان على اسرائيل أن تتّعظ من الخسارة التي منيت بها في جنوب لبنان نتيجة المقاومة الباسلة التي واجهتها، وتدرك اخيراً، أن القوة لا يمكن أن تكون هي الحل، وعليها بالتالي تسهيل اعادة تفعيل عملية السلام في منطقة الشرق الاوسط، التي يفترض أن تقوم على اساس تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة».
ثم زار الوفد رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أشار الى أن عزيز «حضر باسمه وباسم الحكومة الباكستانية وباسم المجلس النيابي الباكستاني، لينقل الى لبنان وإلى مجلسه النيابي، عبر الاعتصام القائم، دعمه للمطالب اللبنانية المحقّة وخصوصاً موضوع فك الحصار الاسرائيلي».
كما زار عزيز رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري، الذي شكر باكستان على «كل المواقف التي اتخذتها الى جانب لبنان».
وعقد الوفد الباكستاني بعد ذلك جولة مباحثات مع السنيورة، أعقبها مؤتمر صحافي مشترك أعلن فيه رئيس الوزراء اللبناني انهما تداولا في إمكان المساعدة والمشاركة في قوة السلام الدولية، وفي أنشطة تتعلق بفترة إعادة البناء وفي عملية إزالة الألغام.
وقال إن عزيز أبدى التأييد الكامل لموقف لبنان «الرافض للعدوان الجائر» ولاستمرار «التعنت الاسرائيلي بعدم الانسحاب حتى الآن، واستمرار الحصار الجوي والبحري، وعدم القيام بأي خطوة في ما خص موضوع مزارع شبعا».
وأعلن عن «إشكالات صغيرة» في موضوع انتشار قوات ألمانية في المياه الإقليمية، مشيراً الى أن «هناك فترة زمنية تفصل بين طلب المساعدة من الأمم المتحدة وبين إمكان أن تكون السفن الألمانية في الموقع. وبالتالي نحتاج الى فترة طويلة لا تقلّ عن 17 يوماً».
وقال: «نريد أن نضمن كل خطوة ونعرف تماماً ما هي الخطوات التالية التي تؤدي إلى الرفع الفوري للحصار. لا نريد أن نعمل شيئاً وبعد ذلك نجد أنفسنا تلقائياً في وضع مختلف يتطلب خطوات إضافية».
وبعد مأدبة غداء أقامها السنيورة, غادر عزيز والوفد المرافق على متن طائرة باكستانية خاصة.
(وطنية)