البقاع ــ فيصل طعمة
تحولت الحفر التي أحدثها العدوان الإسرائيلي على لبنان، إلى قنابل موقوتة، منتشرة على جميع الطرق والجسور التي تربط المناطق اللبنانية بعضها ببعض. فمع توقف العمليات الحربية تطبيقاً للقرار الدولي 1701 في الرابع عشر من شهر آب الفائت، استفاق اللبنانيون على مخاطر جديدة، ليست فقط «القنابل العنقودية» والأجسام المشبوهة، بل هناك «الحفر» والجسور المدمرة التي تحولت إلى «فخاخ» مهددة حياة المواطنين والأطفال.
«عبّارة» فوق نهر البردوني في منطقة تعنايل ــ البقاع الأوسط على الطريق الدولية بين بيروت ودمشق، قصفها طيران العدو الإسرائيلي، محولاً إياها إلى حفرة لا تزيد مساحتها على الأربعين متراً مربعاً، وبعمق ثلاثة أمتار. ورغم مرور ما يقارب الشهر على توقف العمليات الحربية، لا تزال على حالها كما أوجدها العدوان، بفارق بسيط، وهو إيجاد تحويلتين مؤقتتين للطريق على جانبيها، تنتظر من الجهات المعنية ترميمها، وخصوصاً أنها ليست بتلك العبارة التي يصعب ترميمها، أو تحتاج إلى رؤوس أموال ضخمة.
أكثر من ستة جرحى وشهيدة، سقطوا ضحايا هذه الحفرة، التي لم يوضع على جوانبها حواجز ترابية، أو إشارات لتنبيه السائقين، وتجنبهم التعرض لمخاطرها.
المواطن مصطفى صوان (75 عاماً) وزوجته الحاجة مسرة الحشيمي (75 عاماً) من بلدة سعدنايل، كانا قد لجآ إلى سوريا، خوفاً من العدوان الإسرائيلي، ولدى عودتهما، اصطدمت سيارة الحاج مصطفى ببعض الحجارة الملقاة بجانب الحفرة على الطريق الدولية في تعنايل، ولم تسعفه المكابح في وقف سيارته، لتستقر رأساً على عقب، مغمورة بالمياه في قعرها.
وقد سارعت شرطة السير إلى مكان الحادث، وعملت بمساعدة بعض المارة على رفع السيارة من قعر الحفرة، بواسطة الرافعة، وأُخرج الحاج مصطفى وزوجته، حيث نقلا إلى مستشفى البقاع في تعنايل، بحالة حرجة، وأجريت لهما الإسعافات الأولية، ولكن الحاجة مسرة الحشيمي فارقت الحياة متأثرة بجراحها، صبيحة اليوم التالي.
ليست هذه الحادثة فريدة. فمنذ أن أعلن عن وقف الأعمال الحربية، سجل سقوط أكثر من أربع سيارات في قعر الجسر المدمر، وهو ما أدى إلى وقوع خمسة جرحى، إضافة إلى تضرّر سيارات عابرة. كما أن الشاحنات الكبيرة التي تعبر، «تعلق» في جوانب الحفرة أو التحويلة.