الضنّية ــ عبد الكافي الصمد
يواصل «حزب التحرير الإسلامي» إطلالاته العلنية بعد حصوله أخيراً على علم وخبر من وزارة الداخلية. المناسبة نفسها: مرور 85 سنة على «فاجعة» إلغاء الخلافة. المكان هو قاعة مسجد الصدّيق في بلدة سير الضنية للاستماع إلى محاضرة ألقاها المسؤول في الحزب أحمد القصص تحت عنوان «إرهاب من الغرب واندثار أمبراطورية وعودة خلافة».
إطلالة الضنية لم تثر إشكالات كتلك التي أثارتها مناسبة مماثلة للحزب في بلدة سعدنايل البقاعية أول من أمس. لافتات رفعت على الطريق الرئيسي الذي يربط الضنّية بطرابلس، وفي ساحات البلدات، تعرّف بالمناسبة وتدعو المواطنين الى المشاركة. الحضور في القاعة كان حاشداً، ما أثار تساؤلات عما إذا كان كلّ هؤلاء من الفضوليين، أم من مناصري الحزب الذي لم يعرف سابقاً وجود قاعدة عريضة له في المنطقة. وإذ بدا غياب الشخصيات والفاعليات الرسمية عن الحضور بمثابة مقاطعة غير معلنة للحزب، الذي لم يعلن بعد عن نسجه علاقات معينة مع القوى والفاعليات السياسية، وخصوصاً في الضنية، لوحظ حضور أعداد كبيرة من مؤيدي الحزب وأنصاره من خارج الضنّية، وتحديداً من طرابلس وعكار ومرياطة، مع مشاركة نسائية لافتة. كما حضر عدد من أنصار تيار المستقبل والجماعة الإسلامية والجماعات السلفية، أتوا لاستطلاع الأمر الذي أثار فضول كثيرين من أهالي المنطقة ومصطافيها.
القصص رأى أن «المحاضرة كانت مثالية، وستكون فاتحة نشاطات أخرى للحزب في المنطقة وخارجها، أهمها المؤتمر الذي سيقيمه الحزب في شهر رمضان المقبل في طرابلس، والذي سيتناول قضايا إسلامية مختلفة».
وأكد لـ «الأخبار» أن «التجاوب مع طروحات الحزب تزداد في أوساط المسلمين في لبنان، وبات التقبّل للاستماع إلى أفكاره أكبر، بعدما سقطت حواجز نفسية كثيرة كانت قائمة بيننا وبين شرائح واسعة من المواطنين قبل الحصول على العلم والخبر»، لافتاً إلى أن «طبيعة طرحنا قائمة على العقيدة الإسلامية، وأن الجهد الذي نبذله لإقناع الناس بقابلية طرحنا للتطبيق، بدأ يؤتي ثماره من خلال تزايد إقبال الناس على الاستماع لأفكارنا ومتابعة نشاطاتنا».