انتقد الأمين العام لـ«حزب الله» بشدة الحكومة و«قوى 14 آذار» على خلفية سلوكهما أثناء الحرب وبعدها معتبراً «أن الحكومة لم تعد مؤهلة لمواجهة الاستحقاقات المقبلة»
  • اتفقنا على الأمم المتحدة كوسيط لمفاوضات التبادل ولا صفقة من دون القنطارأعلن السيد حسن نصر الله في مقابلة مع قناة «الجزيرة» من جزءين، بُث جزؤها الاول مساء امس ويتبعه الثاني مساء اليوم «ان بعض القوى ووسائل إعلامها شاركت اسرائيل في الحرب وكانت تحمل السكاكين الاعلامية والسياسية والنفسية وتطعننا في الظهر»، مؤكداً ان من يدير البلد هو السفير الاميركي، وتوقع وصول موفد دولي الاسبوع المقبل للبحث في تبادل الاسرى.
    وأوضح «ان اتفاق الطائف أصبح دستوراً حدد موقع لبنان وتركيبته، ووضع آلية للإصلاح السياسي ولكن هذه الآلية تم تعطيلها». وقال: «قد لا نكون بحاجة الى اتفاق جديد او صيغة جديدة، والبعض يحاول ان يقول إننا نريد انقلاباً، هذا كلام سخيف. هذا الاتفاق الذي كان تسوية داخلية والذي فيه آلية معقولة تدفع باتجاه الإصلاح السياسي. لو أتينا ونفذنا هذا الاتفاق والتزمناه يمكن ان نعالج الوضع السياسي في لبنان، يمكن ان نبني دولة في لبنان تتجه نحو مزيد من الاصلاح السياسي والهوية التي اتفق عليها اللبنانيون آنذاك».
    وأشار الى ان «الطائف يحدد الهوية العربية للبنان. وإذا اكملوا في هذه الطريقة نصبح مواطنين عند دولة جزء منها اميركي وجزء بريطاني وجزء ألماني...».
    وأضاف: «هم يريدون من خلال اتفاق الطائف وشعار الطائف الوصول الى السلاح. نحن نريد من اتفاق الطائف الدولة القوية العادلة المنصفة المطمئنة». واعتبر ان «اول شرط في اتفاق الطائف هو تشكيل حكومة وحدة وطنية وهذه هي الآلية الصحيحة لتطبيقه» مؤكداً ان هذا الامر هو جواب على مطالب قوى 14 آذار.
    الحكومة
    وأكد ان «هذه الحكومة لم توقف الحرب ولا حمت لبنان. وقد يأتي يوم ربما أضطر لأن اقول ما حصل خلال فترة الحرب، نحن والحكومة ونحن والقوى الاساسية فيها، من مفاوضات ومن اتصالات وشروط وضغوط، وماذا كانوا يريدون ويفرضون علينا». وأضاف: «أتمنى ألا يضطروني لفتح هذا الموضوع».
    واعتبر «ان هذه الحكومة لم يعد لها الشعبية التي تؤهلها لمواجهة الاستحقاقات المقبلة»، لافتاً الى ان هناك قوى سياسية محترمة موجودة في البلد، غير ممثلة في الحكومة وليس لدى الاكثرية قوة شعبية كقوة هؤلاء مثل سليمان فرنجية أو طلال ارسلان أو الرئيس سليم الحص أو أو...».
    وأوضح أن الاكثرية رفضت إدخال التيار الوطني الحر في الحكومة حتى لا تمتلك «امل» و«حزب الله» والرئيس اميل لحود والتيار الوطني الحر، الثلث المعطل.
    وقال «يريدون البقاء في السلطة والاستئثار بها. هذه المشكلة الحقيقية اليوم في البلد. والموضوع هنا أنهم لا يريدون البقاء في السلطة لمارسة السلطة فقط، بل لأنه قد يكون لديهم التزامات سياسية واقتصادية ووعود معينة، فإذا اصبح هناك ثلث معطل فلن يقدروا على تنفيذ هذه الالتزامات».
    وأشار الى انه «منذ اليوم الأول للحرب، جزء كبير من الشخصيات والقوى ووسائل اعلامهم لم يتعاطوا على اساس أن حرباً تستهدف لبنان» وقال: «قد يكون بعض القوى والتيارات في 14 آذار تضامن انسانياً في بعض القرى، ولكن على المستوى السياسي والاعلامي، كلا، بل أكملوا. وكان في الداخل من يحمل السكاكين الاعلامية والسياسية والنفسية ويطعنك في ظهرك. ونحن سكتنا عن هذا كله ولم نرد طيلة فترة الحرب... نحن في اللحظة التي كنا فيها نقاتل عدو العرب والمسلمين واللبنانيين جميعاً ونخوض أشرس معركة، كنا في الوقت نفسه نصبر على كثير من الأذى الداخلي المعلن وكنا نمارس محاولة ضبط كبيرة لقواعدنا وجمهورنا. أتحدث عن تثبيط عزائم، أتحدث عن توهين، أتحدث عن اتهام.
    نحن كنا نقرأ الصحافة الاسرائيلية ماذا تقول. بعض الاعلام الاسرائيلي والصحافة الاسرائيلية، ونحن عدوها ولا علاقة بيننا وبينهم، ولم نشارك في انتخابات معهم، كانت تنصفنا أكثر من هؤلاء ووسائل اعلامهم. كانت هناك شراكة في الحرب وليس فقط طعناً في الظهر... أنا لا أتكلم ماذا كان يدور في الغرف المغلقة ومجلس الوزراء، ذاك أدهى وأمر».

    واعتبر أن بيان حزب الله الاخير «كان لائقاً. لم يكن رداً قاسياً. نحن لم نعبّر عن مشاعرنا» واصفاً بيان 14 آذار بأنه «تعنت وظلم وقهر وقمع وكذب ودجل».
    وأكد نصر الله أنه لا يخجل بالتحالف مع سوريا وإيران، وفي المقابل هم يستحون بتحالفاتهم وقال: «أنا على راس السطح اقول انا صديق سوريا وحليف سوريا وأتعاون مع سوريا، فليتجرأ احد منهم ويقل انه متحالف مع الأميركيين. الاسرائيليون قالوا ان هناك جهات في الحكومة اللبنانية كانت تتصل بنا وتقول لنا بارك الله فيكم، أكملوا ولا تتوقفوا، الجريء يقول انه هو من اتصل بالاسرائيليين».
    وأكد ان «من يدير البلد اليوم ليس 14 آذار بل السفير الاميركي وسفراء آخرون لن اسميهم كي لا نوسع المشكل».
    وإذ عبّر عن احترامه لمجلس المطارنة الموارنة اوضح اننا لم نرد على بيان المجلس الاخير «لأن في البلد اشخاصاً سيئين سيردون ردنا على نقاط سياسية نختلف فيها مع المجلس الى الطائفية».
    زيارة بلير
    ورأى أن زيارة رئيس الحكومة البريطانية توني بلير لبيروت «اهانة للبنان وكل من كان له شراكة في هذا القرار هو شريك في هذه الإهانة»، مؤكداً ان بلير شريك في القتل «وأنت تأتي به الى بيتي والى عائلتي، أليس لديهم مشاعر وعيون وحسابات وعقل وقلب، هل الناس حجارة في هذا البلد، ألسنا بشراً في لبنان؟ هل نحن فقط فنادق وطرقات وباطون مسلح وجسور؟».
    ورأى ان «اول خطأ ارتكبه رئيس الحكومة والقوى السياسية معه انهم قاموا بتصرف غير أخلاقي ولا إنساني تجاه مشاعر الناس الذين قتلوا والذين جرحوا والذين هجروا. وهذا مؤسف. هناك إمعان في إهانتك وفي إيذائك وفي طعنك». وقال «اذا كانت الدعوة قد وجهت الى بلير لزيارة لبنان فهذه كارثة وطنية، وإذا كان هو طلب واستجيب طلبه فهي إهانة وطنية وتصرف غير مسؤول».
    وأعلن انه «بعد الانتهاء من انتشار الجيش في الجنوب واليونيفيل، بالاضافة الى موضوع الإعمار، سيقوم حزب الله بعد اسابيع قليلة بمراجعة سواء على مستوى قيادته المركزية ومجالسه المركزية وكوادره وعلى ضوئها سيحدد خياراته السياسية في المرحلة المقبلة. ولن نكون كما كنا قبل الحرب» معتبراً «ان الذين وقفوا معنا في الحرب لديهم دين في أعناقنا الى يوم القيامة».
    تبادل الأسرى
    وفي موضوع الاسرى اعلن نصر الله «ان الذي حسم في هذه القضية هو موضوع قناة التفاوض، بواسطة الأمم المتحدة التي توصل إليها كوفي انان. وهو اعلن انه سوف يكلف شخصاً او شخصيات اوروبية لتقوم بدور الوساطة وتقوم بالاتصال بيننا وبين الاسرائيليين، وكان من المفترض أن يأتي الوسيط في أواخر الاسبوع الماضي. لكن من المتوقع أن يأتي في خلال الأسبوع المقبل وأكد التمسك بإطلاق سمير القنطار ضمن عملية التبادل.