عسّاف أبو رحال ــ داني الأمين
شهدت منطقة القطاع الأوسط من جنوب لبنان، أكبر عملية انتشار للجيش اللبناني منذ الستينيات، فوصلت وحدات عسكرية تابعة للواء الحادي عشر بقيادة العميد الركن وفيق حمود، ومقر قيادته في بلدة تبنين، إلى قرى وبلدات مركبا، حولا، الطيبة، دير سريان، علمان، القصير، الشومرية، وبني حيان، قادمة من محورين: الأول من جهة بلدة شقرا، والثاني من جهة القنطرة، لتتمركز عند أطراف القرى المذكورة متخذة مواقع جديدة أُعدّ لها مسبقاً بالتنسيق مع قوات اليونيفيل، التي نشرت مجموعات من جنودها في نقاط حدودية، لتشكل قوات فصل مع جيش الاحتلال. وكان هذا المشهد واضحاً عند أطراف بلدة حولا حيث شوهدت دورية تابعة للكتيبة الهندية بحوزة عناصرها خرائط عسكرية للدلالة على أماكن الانتشار، ونقاط التمركز والطرق الواجب سلوكها. وفي بلدة الطيبة اتخذت كتيبة مؤللة من الثانوية الرسمية مقراً لها بقيادة العقيد شعبان. عملية الانتشار هذه لم تشمل بلدتي العديسة وميس الجبل، القريبتين من الشريط الحدودي الفاصل، بسبب وجود القوات الإسرائيلية قرب السياج الشائك حيث تعمل على إصلاحه. بيد أن مصدراً أمنياً قال: «إن انتشار اليوم خطوة أولى تتبعها خطوات لاحقة في وقت قريب».
وأفاد أهالي بلدتي ميس الجبل وحولا بأن قوة مشاة إسرائيلية تقدمت قبيل منتصف الليلة الماضية وأقامت حاجزاً بين البلدتين، وأوقفت عدداً من السيارات المارة وفتشتها قبل أن تعود من حيث أتت من محيط مستوطنة المنارة. وواصلت قوات الاحتلال تمركزها في تل الحمامص المشرف على منطقة الوزاني شرقاً، وسهل مرجعيون غرباً، في خطوة تشكل خرقاً فاضحاً للخط الأزرق. ولوحظ صباح أمس إقامة ساتر ترابي قطع الطرق بين سهل مرجعيون والوزاني عند نقطة الحمامص. كما جابت سيارات الهامر الطرق المحاذية لمستوطنة المطلة ومرغليوت وكفرجلعاتي. وتفقدت قوة من اليونيفيل أمس الطرف الجنوبي من سهل مرجعيون قرب الشريط، بعدما نشر جيش الاحتلال سلسلة أسلاك شائكة داخل الأراضي اللبنانية على مقربة، من الخط الأزرق حيث تعمل ورش إسرائيلية في إعادة ترميم الشريط الممزق. وإلى الغرب نشطت فرق إسرائيلية بين العديسة وكفركلا في وضع اللمسات الأخيرة على الشريط الحدودي.