أعلن الأمين العام لـ «الجماعة الإسلامية» فيصل مولوي عن خلافات سياسية مع مجموعات في فريق 14 آذار تتعلق بالمقاومة والقضية الفلسطينية والعمق العربي.واستقبل مولوي أمس عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب وائل أبو فاعور في حضور عضوي المكتب السياسي للجماعة حسين حمادة وعمر المصري. وجرى بحث، بحسب بيان وزعته الجماعة، «في الأوضاع العامة التي يمر بها لبنان، ولا سيما التوتير في الخطاب السياسي الذي شهده لبنان أخيراً».
وأكد أبو فاعور بعد اللقاء «حرص قوى 14 آذار على الشراكة والعلاقة الطيبة مع الجماعة»، موضحاً «أن هناك نقاطاً مشتركة تجمع الفريقين»، ومعلناً «أن الزيارة تأتي في إطار التمهيد لزيارة يقوم بها وفد من 14 آذار لقيادة الجماعة للبحث في شكل العلاقة ومعالجة الخلل».
من جهته، أكد مولوي حرص الجماعة على «حسن العلاقة مع كل الأفرقاء»، مشيراً الى «بعض الملاحظات التي تتوقف عندها الجماعة في فريق 14 آذار، ولا سيما وجود مجموعات في هذا الفريق، بين الجماعة وبينها خلافات سياسية تتعلق بالمقاومة والقضية الفلسطينية والعمق العربي»، داعياً الى «الحوار للوصول الى صيغة مناسبة تجمع الطرفين». وأوضح أن «الجماعة تتبنى قضايا أساسية من هذا الفريق، وقضايا أساسية من الفريق الآخر، وهذا ما يدفعها إلى المحافظة على قدر من التواصل مع الجميع». ودعا الى «تغليب المصلحة اللبنانية على أية مصلحة أخرى للخروج بلبنان من الأزمة»، مؤكداً «أن التأزيم في الخطاب السياسي يدفع لبنان الى مزيد من التمزق».
وقال مصدر في الجماعة إن الزيارة هي «لإعادة الخيوط التي بدا للبعض، خطأً، أنها انقطعت مع قوى 14 آذار». وأضاف ان موقف الجماعة لم يتبدل، سواء في ما يتعلق بسلاح المقاومة أو الموضوع الفلسطيني، إلا أنه رأى أنها «تتقاطع مع قوى 14 آذار في ملف سلاح حزب الله، إذ لم يعد ممكناً التعامل معه اليوم كما قبل 12 تموز، كما ان وضع الدولة داخل الدولة في حاجة الى علاج». ويستدرك المصدر بأن الجماعة «كانت إبان المعركة داعمة لحزب الله وللمقاومة، لأن المرحلة كانت تتطلب دعماً كاملاً. لكن اليوم لا بد من تصور آخر، ولمسنا من النائب أبو فاعور حرصاً على قضية فلسطين وعلى مقاومة اسرائيل»، مشدداً على رفض الجماعة لمنطق التخوين.
المصدر نفسه أكد أن العلاقة مع حزب الله لا تزال على سياقها الثابت، وأن التنسيق قائم، ويرفض الحديث عن اقتراب من قوى 14 آذار يصل الى حد التحالف، مشدداً على أن موقف الجماعة «عدم الانخراط بشكل كامل مع أحد الطرفين (8 و14 آذار)، والحفاظ على دورنا التوفيقي».
(الأخبار، وطنية)