غسان سعود
يُجمع “أهل المقاومة” على أن الرجل الثاني الذي يأملون لقاءه في “مهرجان الانتصار”، بعد السيد حسن نصر الله طبعاً، هو العماد ميشال عون، وخصوصاً أن السيد نصر الله خص في دعوته “كل من ساند المقاومة واحتضن أهلها”، في وقتٍ يبدي القريبون من العماد عون تفاؤلاً متجدداً باستعادة قدرة الخطاب العوني على اجتذاب رسامي الاستراتيجيات في الدول الكبرى.
ويشرح القريبون من عون أن تصرفات التيار اليوم، تنطلق من ثابتة أساسية، اختصرها عون أمس بقوله: “إن الانتصار تحقق، وربما كانت هذه الفترة وثبة نحو بناء المستقبل”. ووفقاً لقياديين عونيين، أثبتت التجارب منذ عام 2000، أن العماد عون من أبرز قرّاء السياسة الدولية وملتقطي إشاراتها. وأبرز الأدلة على هذا، دعوته إلى “مؤتمر حوار للتفاهم على شكل السلطة بعد خروج السوريين”، قبل خروجهم من لبنان وقبل اغتيال الرئيس الحريري، ثم تحذيره من الوصول إلى نتائج كارثية إذا تقرر سحب السلاح من حزب الله بالقوة.
ويشير العونيون في سياق نقاط قوتهم، إلى زيارة العماد عون إلى بلجيكا، ولقائه كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي، والزحمة الديبلوماسية في الرابية، وكلام السفير الأميركي عن أخطاء في التعامل مع قيادات لبنانية من خارج فريق الأكثرية، واللقاء الحاشد الذي عقده التيار في أوتاوا – كندا بحضور عدد كبير من الرسميين الكنديين تقدمهم السناتورين ماك حرب ومارسيل برودوم، والنائب في البرلمان الفدرالي بول ديوار، إضافة إلى مفاجأة عونية مرتقبة ستسبب هزة قوية للواقع السياسي اللبناني.
وبالتزامن مع الاستنفار العوني في الدول الفاعلة في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكندا وأوستراليا وقطر والكويت، يتجه خطاب التيار الوطني الحر المحلي للتركيز على نقطتين أساسيتين هما المطالبة بخريطة طريق لبنانية تحدد بوضوح مسار العملية السياسية في مرحلة ما بعد العدوان، والحفاظ على الوحدة الوطنية. وبدا مستجداً في الرابية، السعي لتعميم التمايز عن الأطراف اللبنانية، وخصوصاً عن قوى 14 آذار وحزب الله عبر رفض “سياسة التمحور التي تعتمدها الحكومة ويصر عليها تجمع البريستول، وعدم تغليب الأولوية اللبنانية على سائر الأولويات الإقليمية والدولية المتصارعة كمدخل حقيقي لمشروع بناء الدولة اللبنانية على حساب الدويلات”، وتكثيف توضيح أنه “ليس في ورقة التفاهم بين التيار والحزب بند يعطي حق بقاء سلاح حزب الله، بل آلية سلمية لحل الموضوع”، إضافة إلى “دعوة كل اللبنانيين إلى البقاء في منأى عمّا أثير حول كلام البابا بنيديكتوس السادس عشر، والتوقّف عن هذه الاتجاهات وردود الفعل التي تتعارض مع روحية تكوين الشعب اللبناني ومع القضيّة المركزيّة التي حافظ عليها لبنان عبر التاريخ وأساسها المحافظة على التعدّدية الدينية والثقافية ضمن الوحدة الوطنية”.