عاودت الجامعة الأنطونية فرع زحلة والبقاع الدراسة للعام الجامعي الجديد، بعد فترة الحرب. وللمناسبة تحدث مدير الجامعة فرع زحلة والبقاع ورئيس دير ومدرسة مار روكز رياق الأب نجيب بعقليني عن معاودة الدراسة في هذا الوقت المبكر، بالرغم من تداعيات الحرب المؤلمة على محافظة البقاع. وركز الأب المدير على أن الشباب الجامعي هو الرافعة العلمية والثقافية التي تعيد لبنان الى الخريطة العالمية على جميع الصعد. فبالفكر والمنطق والعلم يمكننا أن نواجه التحديات والصعوبات والمشكلات كافة، ولا سيما الأزمات الاجتماعية والعراقيل الاقتصادية.
وشدد الأب بعقليني على أن معاودة الدراسة للطلاب القدامى باكراً ما هو إلا إيماناً بمقدرات الوطن ومستقبله الزاهر بالرغم مما شهد في الآونة الأخيرة. وبسبب المصيبة التي حلت بالوطن والبقاع، لا بد من أن نكثف الجهود وننطلق نحو العمران وإعادة بناء ما تهدم، ونركز على العلم والتعلم من أجل النهوض بالوطن وإعادته الى مكانته العلمية والثقافية والحضارية من خلال الجدية والنظام والقوانين والفكر والمعرفة والعلم والاكتشافات ضمن مناخ يسوده التعاضد والتعاون والانفتاح على الآخر بواسطة الحوار البنّاء...
وأكد الأب بعقليني بأن معاودة الدراسة الجامعية باكراً هذا العام، تسهم في إخراج الشباب من حالة القنوط واليأس والملل، وأيضاً من الجو السياسي المتلبّد، بعيداً عن التجاذبات السياسية التي يمر بها الوطن والتي تزرع الإحباط عند أغلب الشباب مما يدفعهم الى الهجرة. فبالرغم من ضراوة الحرب الأخيرة على لبنان قرر قسم كبير من شبابه البقاء فيه لأسباب كثيرة، أما الآن فنلاحظ بأن الوضع السياسي يؤثر سلباً على قرارات الشباب.
أخيراً تمنى الطلاب العائدون الى مقاعد الدراسة العمل معاً من أجل بناء السلام الحقيقي بين أبناء الوطن الواحد المبني على الاحترام المتبادل رغم الاختلاف، وممارسة الديموقراطية واحترام حقوق الإنسان كاملة، والعمل على البحث معاً من أجل تنمية الوطن على جميع الصعد، فهكذا يسهم الطلاب مستقبلاً في تطوير البلاد ونموها بطريقة علمية وحديثة مما يعزز الثقة والأمان والاستقرار واختيار العيش في الوطن عن قناعة وحرية.
وللمناسبة أكد الأب بعقليني معاودة النشاطات الثقافية والفكرية من خلال المؤتمرات والندوات والمحاضرات والأبحاث العلمية التي تصب في خانة التنمية المستدامة لمنطقة البقاع من خلال إشراك أكبر عدد من المواطنين الذين يهتمون بإعادة بناء الوطن على أسس صحيحة وسليمة.