أقامت قيادة قوات الطوارئ الدولية في الجنوب احتفالاً في مناسبة اليوم العالمي للسلام في مقرها العام في الناقورة، بحضور القائد العام لليونيفيل في الجنوب الجنرال آلان بيلّيغريني وعدد من الضباط الممثلين للجيش والقوى الأمنية اللبنانية.وألقى بيلّيغريني كلمة أكد فيها أن "السلام يتطلب تضحيات لتحقيقه والأمم المتحدة عنوانها السلام للشعوب". أضاف: "إنه لشرف لي أن احتفل معكم اليوم بهذه المناسبة أي اليوم العالمي للسلام، الذي يذكرنا بالسبب الحقيقي لوجودنا هنا. في كل العالم هناك 18 مهمة لحفظ السلام وأشخاص يعملون من أجل هذا السلام، وفي معظم الأحيان في ظل ظروف صعبة وخطرة، ومهماتهم مكللة بالمخاطر. إن شعوبا عدة في العالم ترزح تحت وطأة الحرب، فهذا اليوم يعيدنا بالذاكرة لتذكر عناصر الأمم المتحدة الذين قتلوا في سبيل السلام، وخصوصاً الـ253 عنصرا من اليونيفيل الذين قتلوا في لبنان منذ عام 1978 حتى اليوم. إن السلام يتطلب تضحيات جمة والقوات الدولية تعمل من أجل هذا السلام في لبنان، بالتعاون والتنسيق مع الجيش اللبناني والسلطات اللبنانية". ثم تلا الجنرال بيلّيغريني رسالة الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان التي وجهها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
إلى ذلك، سيرت الكتيبة الإيطالية العاملة في إطار القوة الدولية في الجنوب أمس دورياتها بشكل مكثف في المنطقة الممتدة من المنصوري وسهل القليلة ـــ جنوب مدينة صور وحتى جنوب الليطاني وبمحاذاة مجرى نهر القاسمية شمال صور. وقد شوهدت حواجز ثابتة للوحدة الإيطالية اضافة الى دوريات مؤللة جابت منطقة صور حتى قرى صريفا، قلاويه شرق صور مروراً ببلدتي العباسية ودير قانون النهر. كما وصلت الى مرفأ الناقورة سفينة تابعة للأمم المتحدة حيث قامت بإفراغ حمولتها في المرفأ وعلى متنها مؤن تم نقلها الى المقر العام في الناقورة.
من جهة ثانية، أعلنت وزارة الدفاع أمس خفض عديد الكتيبة الروسية التي تستعد للتوجه الى لبنان لإنجاز مهمة هندسية من 400 الى 300 عنصر. ونقلت وكالة ايتارـــ تاس عن الجنرال ايفان تسيغانوف قوله إن "قرار خفض عديد الكتيبة المخصصة الى لبنان اتخذ بعد مهمة" على الأرض عندما تبين أن 300 عنصر عدد كاف لإنجاز مهمة بناء ستة جسور التي التزمت بها روسيا.
أضاف "لبناء ستة جسور قرب صيدا نحتاج إلى نحو 300 عنصر وليس 350 أو 400 كما كنا نعتقد في البداية". ولم يحدد الجنرال الروسي موعد إرسال كتيبة الهندسة للقوات المسلحة الروسية المتخصصة في بناء الجسور الى لبنان مكتفياً بالإشارة الى مطلع تشرين الأول بعدما كان نهاية أيلول سابقاً. وشددت روسيا على ان عناصر كتيبتها سينتشرون خارج إطار اليونيفيل. وتوقع رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الفيدرالية الروسي فيكتور اوزيروف أن يوافق المجلس في اجتماعه القادم الذي سيعقد الاثنين المقبل على إرسال عسكريين روس إلى لبنان. يذكر أن مسألة إرسال عسكريين روس إلى الخارج تقع ضمن صلاحيات مجلس الفيدرالية الروسي (مجلس الشيوخ).
وعلى صعيد المشاركة الألمانية، توجه أسطول من السفن الألمانية الى مياه البحر المتوسط أول من أمس، لتولي قيادة القوة البحرية التابعة لليونيفيل المكلفة مراقبة الحظر المفروض على إدخال الأسلحة بشكل غير شرعي الى لبنان. وغادر نحو الف بحار ميناء فلهلمسهافن شمال ألمانيا على متن ثماني سفن يتوقع ان تصل السواحل اللبنانية في غضون 10 أيام إلى 14 يوماً، حسب وزارة الدفاع. وكان في وداع الأسطول وزير الدفاع فرانتز يوزب يونغ. وبدأت السفن بالتحرك بعد يوم واحد من موافقة البرلمان الالماني على مشاركة القوات الألمانية في أول مهمة عسكرية تقوم بها في الشرق الأوسط منذ الحرب العالمية الثانية. وصرح يونغ في خطاب للبحارة على متن إحدى الفرقاطات "هذه مهمة تاريخية. إنها صعبة ولكنها مهمة".
وتعتزم برلين إرسال 1500 بحار و400 عنصر دعم و100 من عناصر القوة الجوية و100 من ضباط التدريب إلى قبالة السواحل اللبنانية حتى نهاية اب 2007. كما سيوضع 300 عنصر آخر على أهبة الاستعداد لأي تحرك محتمل. وستتضمن القوة البحرية كذلك قوات من الدنمارك وهولندا والنروج والسويد.

(وطنية، يو بي آي، أ ف ب)