أعلن الجنرال ألان بلّيغريني قائد قوات الأمم المتحدة في لبنان (اليونيفيل) أن القوات الإسرائيلية بدأت أمس الانسحاب من اثنين من المواقع التي ما زالت تحتلها عند حدود لبنان.وأكد الجنرال بلّيغريني أن الجيش الإسرائيلي «بدأ انسحابه من منطقتين على طول الخط الأزرق». وأضاف أن الانسحاب جار من موقعين جنوب مدينة الناقورة الساحلية في جنوب لبنان ومنطقة ميس الجبل في المنطقة الوسطى من الحدود. وتابع أن «كتيبتي اليونيفيل الهندية والغانية ستقيمان نقاط مراقبة ودوريات للتحقق» من الانسحاب الإسرائيلي والتنسيق مع الجيش اللبناني كي ينشر رجاله غداً (اليوم)».
وقال قائد اليونيفيل: «أرحب بمواصلة انسحاب (الجيش الإسرائيلي) من جنوب لبنان بعد انسحابه من معظم أراضي جنوب لبنان. وأتوقع أن تنهي القوات الإسرائيلية انسحابها في نهاية الشهر».
وأضاف: «إننا على وشك النهاية وبمساهمة اليونيفيل ستتمكن القوات المسلحة اللبنانية قريباً من مراقبة كامل أراضي جنوب لبنان بما فيها المناطق الواقعة على طول الخط الأزرق».
إلى ذلك، أفاد مصدر عسكري فرنسي بأن القوة الفرنسية المشاركة في قوة الامم المتحدة في لبنان بدأت أمس انتشارها في المنطقة التي أوكلت إليها في بنت جبيل في جنوب لبنان بعد ساعات قليلة من انتشار آخر قواتها في لبنان. وبدأت وحدة قوامها 150 رجلاً تنتشر في بلدة تبنين التي كانت حتى الآن بعهدة القوات الغانية المشاركة في اليونيفيل. وأعلن اللفتنانت كولونيل جيروم سالي الناطق باسم الكتيبة الفرنسية: «إننا نحترم الجدول الزمني التي حدد لنا بحذافيره حتى تكون الكتيبة عملانية اعتباراً من 27 أيلول». وأوضح ان «الهدف هو إنجاز مهمة السيطرة على المنطقة التي أوكلت إلينا في أقرب وقت ممكن في منطقة بنت جبيل». ويتوقع أن يبدأ تسيير الدوريات الفرنسية الاولى قبل 27 أيلول.
وفي الساعات الأولى من صباح أمس وصل رتل ثالث يشمل تسعين آلية فرنسية إلى دير كيفا حيث القاعدة الفرنسية الموقتة على بعد كيلومترات قليلة شمال بنت جبيل. وتضم هذه القافلة 90 آلية بينها أربعة مدافع (أ و ف1) عيار 155 ملم ونحو 300 جندي. وتملك الكتيبة الفرنسية أيضاً صواريخ أرض جو من طراز ميسترال ورادارين من نوع كوبرا قادرة على تحديد مصدر القصف بدقة كبيرة وتوجيه رد المدفعيات.
وبذلك اكتمل انتشار الكتيبة في جنوب لبنان. وكان الجنود الـ900 من الكتيبة الفرنسية الأولى في اليونيفيل المعززة قد أُنزلوا الأسبوع الماضي في ميناء بيروت ويتوقع أن يبلغ عديد القوات الفرنسية المشاركة في اليونيفيل ألفي رجل. وبانتشار القوات الفرنسية الجديدة والإسبانية والإيطالية بلغ عديد قوات اليونيفيل خلال الأسبوع الجاري خمسة آلاف جندي وهو الحد الأدنى الذي طالبت به إسرائيل لانسحابها الكامل من جنوب لبنان.
وفي جديد المشاركة الأوروبية في اليونيفيل، أعلن وزير الدفاع الهولندي هينك كامب في أعقاب مجلس الوزراء أن هولندا قررت أمس المشاركة في مهمة الأمم المتحدة البحرية قبالة سواحل لبنان في إطار قوة اليونيفيل الموسعة. وصرح يوب فين الناطق باسم كامب: «سنشارك بالتداول بفرقاطة وسفينة تموين بنحو 150 رجلاً حتى آب 2007». وأضاف: «نحن حالياً، في انتظار موافقة البرلمان، نجري مناقشات مع الأمم المتحدة في ما إذا كان يتعين علينا التدخل فوراً أو في نهاية السنة الجارية عندما تشتد الحاجة أكثر».
وتتمثل هذه المهمة في السهر على احترام الحظر على الأسلحة في عرض البحر بما في ذلك المياه الإقليمية اللبنانية. وأوكلت للجيش الألماني مهمة قيادة قوة اليونيفيل البحرية التي تشارك فيها السويد والنروج والدنمارك. واستبعدت هولندا إرسال قوات برية بحجة أنها تنشر قوات في أفغانستان والبوسنة وجمهورية الكونغو الديموقراطية.
وفي روسيا، من المتوقع أن يتوجه 300 عسكري من أفراد كتيبة المشاة الآلية التابعة لوزارة الدفاع الروسية على متن أربع طائرات تابعة لسلاح الجو الروسي إلى لبنان في أوائل شهر تشرين الأول المقبل للمشاركة في إعادة بناء الجسور التي تهدمت نتيجة قصف الطائرات الإسرائيلية. ونقلت وكالة نوفوستي عن مساعد القائد العام لسلاح الجو الروسي العقيد الكسندر دروبيشيفسكي قوله إن روسيا سترسل إلى لبنان على متن طائرات النقل التابعة لسلاح الجو الروسي حوالى 300 طن من المعدات والتقنيات اللازمة لعمل الكتيبة.
(يو بي آي، أ ف ب)