strong>يتوقّع أن تجري المفاوضات الأخيرة تحضيراً للانسحاب الإسرائيلي الكامل من جنوب لبنان خلال اليومين المقبلين، في الوقت الذي يواصل فيه الجيش اللبناني انتشاره على طول الحدود مع إسرائيل للمرة الأولى منذ نحو أربعين عاماً بمؤازرة من قوات الأمم المتحدةيعقد في اليومين المقبلين اجتماع بين ضباط لبنانيين وإسرائيليين في حضور ممثلين عن قوة الأمم المتحدة العاملة في لبنان (يونيفيل) بهدف إنجاز تفاصيل الانسحاب الإسرائيلي الكامل من جنوب لبنان.
وكان الجيش اللبناني عزّز أمس بالدبابات والمدرعات مواقعه في رأس الناقورة واللبونة عند الحدود مع إسرائيل، بحسب مصادر عسكرية. كما تمركز أيضاً في موقعي محيبيب وحولا (القطاع الشرقي) اللذين كان حزب الله موجوداً فيهما.
وللمرة الأولى منذ نحو 40 سنة، تمركز الجيش اللبناني يوم أمس الأول عند الحدود مع إسرائيل. وانتشر فوج من الدبابات ووحدات من مشاة الجيش اللبناني في خمسة مواقع عند الخط الأزرق الذي رسمته الأمم المتحدة عام 2000 في منطقة شهدت مواجهات على فترات متكررة.
وينتشر الجيش اللبناني مع استعداد الجيش الإسرائيلي لسحب قواته نهائياً من المنطقة التي توغل فيها مع بدء الهجوم الواسع الذي شنه على لبنان في 12 تموز بعد أسر حزب الله اثنين من جنوده. وبدأ الجيش اللبناني ينتشر في الجنوب بعد إعلان وقف العمليات العسكرية في 14 آب، لكنها المرة الأولى التي ينتشر فيها عند الحدود.
وفي الوقت نفسه، واصلت تعزيزات قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) تمركزها بين الحدود ونهر الليطاني بعدما بلغ عديد هذه القوة خمسة آلاف عنصر، وهو العدد الذي اشترطته إسرائيل لاستكمال انسحابها.
وبدأت القوات الفرنسية أمس بنشر سريتين، أي نحو 270 عنصراً، في منطقة بنت جبيل معقل حزب الله، وستحل مكان القوات الغانية التابعة للأمم المتحدة. وستنشر فرنسا نحو ألفي جندي في إطار اليونيفيل.
على صعيد آخر، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الأوّل أنّ روسيا سترسل قوة من سلاح الهندسة إلى لبنان، إنّما خارج إطار قوّة الطوارئ الدولية (يونيفيل)، مشيراً الى أن هذه القوة لن تنتشر إلا بموافقة جميع الأطراف.
وقال بوتين في مؤتمر صحافي عقد في ختام قمة فرنسية روسية ألمانية في كومبيانيه قرب باريس إن موسكو على استعداد لإرسال «قوة صغيرة من سلاح الهندسة الى لبنان».
أضاف «إننا لا ننوي القيام بذلك في إطار يونيفيل بل في إطار ثنائي». وشدد على أن هذه القوة لن ترســــل الــــى لبــــنان «إلا إذا كانت مشاركتها موضع ترحيب من كل القوى».
يذكر أنّ وزارة الدفاع الروسية كانت أعلنت أنّ الكتيبة التي سترسل الى لبنان في مطلع تشرين الأول للقيام بمهمات هندسية ستضم 300 عنصر وستكلف إعادة بناء عدد من الجسور قرب مدينة صيدا الواقعة على مسافة 40 كلم جنوب بيروت.
وتعهد الأوروبيون، من جهتهم، إرسال تعزيزات قوامها أكثر من سبعة آلاف عنصر الى قوة يونيفيل لرفع عديدها عند اكتمال الانتشار الى 15 ألف جندي، عملاً بقرار مجلس الأمن الدولي 1701 وستتولى فرنسا قيادة يونيفيل حتى شباط 2007 حيث ستنتقل القيادة إلى إيطاليا.
ومع نهاية الأسبوع، وصل عديد يونيفيل بعد وصول فرق جديدة فرنسية وإسبانية وإيطالية الى عتبة خمسة آلاف عنصر، وهذا هو العدد الذي حددّته إسرائيل لسحب جنودها من جنوب لبنان.

(أ ف ب)