البقاع ـ علي يزبك
لم ينج القطاع التربوي في البقاع من العدوان الإسرائيلي على لبنان، فطاولت الاعتداءات عشرين مدرسة رسمية وخاصة. وتفاوت حجم الأضرار بين التدمير الكلّي والجزئي أو تحطّم الزجاج. خسائر القطاع التربوي في البقاع، وفي بعلبك الهرمل تحديداً، فاقت المليون دولار. لكنّها، رغم حجمها الكبير، لم تقف حائلاً دون إرادة العودة إلى الدراسة في المواعيد المقررة.
وكانت الفرق الهندسية التابعة لمؤسسة «جهاد البناء» قد أنجزت المسح الميداني للمدارس والمؤسسات التربوية المتضررة جراء العدوان. وأظهرت النتائج أن أبرز المدارس الخاصة والرسمية المتضررة في مدينة بعلبك هي «البشائر، والإيمان، والإمام المهدي، والأدباء، والسيدة زينب، وراهبات القلبين الأقدسين، والمدرسة الأسقفية (المطران)، والشروق الباسل، وبعلبك الجديدة الأولى، وبعلبك الجديدة الثانية، والتكميلية الثانية، والتكميلية الثالثة».
وفي رياق، سجل تضرر مدرستي نهج البلاغة، والغدير. أما في بلدة الطيبة، فهناك أضرار في مدينة الإمام موسى الصدر التربوية، وفي السفري مدرسة الزهراء، وفي صبوبا مدرسة صبوبا الرسمية.
وأوضح مسؤول التعبئة التربوية في حزب الله ومسؤول لجنة الإغاثة حسين النمر أن نسبة الأضرار متفاوتة بين مدرسة وأخرى. وغالبية المدارس الخاصة المتضررة (باستثناء معهد السيد عباس الموسوي الذي دمّر بالكامل) باتت جاهزة لاستقبال الطلاب في الموعد الذي حدّده وزير التربية خالد قباني، في التاسع من تشرين الأول المقبل. وذلك بعد صرف المبالغ اللازمة للقيام بعمليات الترميم. وعن المدارس الرسمية المتضررة، وعددها ستّ، قال النمر: «جرت عمليات إحصاء الأضرار وإعداد الكشوف اللازمة، إلا أننا ما زلنا بانتظار موافقة وزير التربية عليها، تمهيداً للمباشرة بأعمال الترميم اللازمة»!
وأكّد النمر أنّ جميع المدارس في المنطقة بحاجة الى الدعم لتجاوز هذه المرحلة الصعبة، وخصوصاً مع المشكلات الاجتماعية التي أفرزتها الحرب، وعلى رأسها ارتفاع أسعار المحروقات وكساد المواسم الزراعية والبطالة، و«هذه مسؤولية الحكومة التي يجب عليها تقديم مساعدات عاجلة وفورية للقطاع التربوي...».
«الأخبار» زارت ثانوية المهدي في بعلبك التي تضررت بشكل كبير جراء استهداف طائرات العدو لأبنية سكنية في محيطها بصواريخ ضخمة، تجاوز زنة بعضها الطن الواحد. بدت الثانوية كخلية نحل، حيث يجهد العمال في إعادة بناء ما هدمته الصواريخ الذكية قبل بدء العام الدراسي. وأوضح مدير الثانوية حسين دياب «أنّ حجم الأضرار كان كبيراً، وخصوصاً في الجدران والنوافذ والأبواب الداخلية والملاعب والسور الخارجي والمداخل الرئيسية». أما كلفة إعادة الإعمار فقدّرت بـ«357 ألف دولار والتجهيزات الداخلية بخمسين ألف دولار. وتحمّلت المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم إعادة التجهيز الداخلي للثانوية، وقد تمّ الى اليوم إنجاز نحو تسعين في المئة من الأشغال، وباتت الثانوية جاهزة لاستقبال الطلاب في التاسع من الشهر المقبل».