أمال ناصر
لا تزال الحرب الاسرائيلية على لبنان ترخي بظلالها على المشهد السياسي، ويبرز في هذا المجال تمايز واضح داخل فريق الأكثرية الحاكمة نفسه. ففيما يدعو تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي المقاومة الى التخلي عن السلاح باعتبار أن وظيفته انتهت، يبرز موقف متمايز للتكتل الطرابلسي برئاسة وزير الأشغال محمد الصفدي الذي يرى ان مهمة هذا السلاح “لا تزال قائمة”.
ويبدو أن طاولة الحوار التي أطلقها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ويكرر الدعوة إلى العودة إليها كلما شعر بأن الوضع الداخلي يدنو من الانفجار، انفرط عقدها بعد إعلان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أنه لن يشارك في الحوار، إذا استؤنف، لدواع أمنية، وبعد انسحاب العماد ميشال عون منه، فيما يرفض “التكتل الطرابلسي” و“الكتلة الشعبية” المشاركة في حوار من الصف الثاني.
وانطلاقاً من هذه المستجدات، دعا الصفدي في تصريح الى “الأخبار” الى “طاولة حوار دستورية، أي في المجلس النيابي الذي هو طاولة الحوار الطبيعية”، معتبراً انه “يجب ألا يكون هناك حوار صف ثان لأنه لا يعني شيئاً. فإما حوار المسؤولين، أو فليكن في المجلس النيابي الذي هو إطاره الصحيح”.
ورأى أن تجربة الحوار كانت “مفيدة لأننا في بلد يحتاج الى الحوار وهو في الأساس بلد الحوار وليس بلد التعصب والتشنج”. وأكد أن التكتل الطرابلسي “يدعم سلاح المقاومة حتى تحرير الأسرى وكل الأراضي اللبنانية المحتلة بما فيها مزارع شبعا التي حصل إجماع وطني على لبنانيتها”، رافضاً استخدام عبارة “نزع سلاح” المقاومة لأنها “غير لائقة ومسيئة”، وقال: “لن نطالب بحل قضية السلاح ما دامت هناك أراض محتلة وأسرى لبنانيون في سجون العدو الاسرائيلي. ولا مانع من الحوار حول هذا الموضوع بعد التحرير”.
وأكد أن اللافتات التي رفعت باسم “أنصار سعد” في طرابلس وتعرضت للمقاومة “لا تعبّر عن طرابلس”، موضحاً ان “في إمكان أي شخص ان يعلّق لافتات في بيروت أو طرابلس تكون ضد توجهات أهالي المنطقة وأفكارهم”.
من جهته، رأى رئيس “الكتلة الشعبية” النائب الياس سكاف أن “الحوار مفيد شرط أن يكون الجميع على استعداد للقيام به. لكن المشكلة أن بعضهم كان يمثل أثناء الحوار ولديه برنامج خاص به لتقوية تياره السياسي”، متهماً تيار المستقبل وحلفاءه بأنهم يتعاطون بـ“عقلية أنا البلد وأنا القرار. وفي الإعلام يتحدثون عن الانفتاح. لكن في الواقع لا همّ لهؤلاء سوى السلطة والمال والتعيينات في الدولة. وهم غير مستعدين للشراكة مع أحد”. وقال: “نحن نحترم الشيعي والسني ولكن عليه أن يحترم المسيحيين”.
وأكد سكاف لـ“الاخبار” أنه “لن يشارك في حوار صف ثان. ولم تعد هناك ثقة بين الأطراف المختلفة بعد الحرب لأنهم لا يريدون الاعتراف بالانتصار الذي أعاد الى لبنان دوره. هم يتكلمون على أمر ويقصدون أمراً آخر لأنهم يريدون لبنان على صورتهم”.
وأوضح أن “سلاح المقاومة عكس ما يعتقد بعضهم. فهو ليس موجّهاً ضد اللبنانيين أو ضد فريق منهم”، مؤكداً ان الاستراتيجيا الدفاعية التي تناسب لبنان هي استراتيجيا الجيش والمقاومة. وقال: “علينا تحرير الأراضي اللبنانية المحتلة والأسرى في السجون الاسرائيلية وتزويد الجيش بالأسلحة الدفاعية المناسبة وإقامة علاقات جيدة مع سوريا”.