لا يزال موعد الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الجنوب اللبناني غامضاً. وقد أقامت قوّة من جيش الاحتلال أمس حاجزاً لثلاث ساعات في بلدة مروحين الحدوديّة. وفيما يؤكّد أهالي المنطقة استمرار إسرائيل في سرقة مياه الوزّاني، لم تصل تحقيقات الأمم المتّحدة إلى نتائج ملموسة على هذا الصعيد توغّلت بعد ظهر أمس قوّة من الجيش الإسرائيلي إلى بلدة مروحين الحدوديّة، وأقامت حاجزاً لمدة 70 دقيقة وراحت تدقق في هويّات المواطنين. وقال الجيش اللبناني في بيان له إنه «بين الساعة 13،15 والساعة 14،25 من بعد ظهر اليوم (أمس)، أقدمت قوة للعدو الإسرائيلي قوامها دبابة وثلاثة جيبات من نوع هامر، على التوغّل إلى بلدة مروحين حيث أقامت حاجزاً وعملت على التدقيق بهويات المواطنين».
واستمر الحاجز لأكثر من ثلاث ساعات. وقال الجيش إن «سيارتي جيب الهامر عادتا الى الأراضي الفلسطينية المحتلة أما الدبابات فاتجهت الى جبل بلاط شرقي مروحين»، حيث تمركزت على التلّة. كما قامت طائرتان حربيتان اسرائيليتان اليوم بالتحليق في أجواء منطقة عكار شمال لبنان القريبة من الحدود اللبنانية ــــ السورية.
يُذكر أنّ الجيش الاسرائيلي لا يزال يحتلّ عشرة مواقع في الجنوب. وكانت اسرائيل علّقت انسحابها الذي كان يفترض أن يتم نهاية الشهر الحالي. وقال المسؤول المقرب من الأمم المتحدة "الإسرائيليون لم يعلنوا أي موعد للانسحاب". أضاف "هناك مشكلات لا نستطيع فهمها: القيادة الإسرائيلية العليا تقول شيئا وأولمرت يقول شيئاً آخر".
على صعيد آخر، باشرت الأمم المتحدة التحقق من اتهامات لبنانية لاسرائيل بسرقة مياه نهر الوزاني. ويقول المهندس اللبناني محمد غملوش إن الجيش الاسرائيلي قام قبل أسبوع بتخريب مضخات محطة قريبة من قرية الوزاني اللبنانية، ووضع على الضفة المقابلة التي يحتلها مضختين تسحبان مئات الأمتار المكعبة من المياه الى اسرائيل.
وقد فتحت الـ(يونيفيل) تحقيقاً في هذه المسألة. وأرسلت دوريات من القوة الدولية الى المكان لكنها لم تخلص الى استنتاجات حاسمة. وقال المتحدث باسم قوة يونيفيل الكسندر ايفانكو إن "الدوريات التي ذهبت الى الوزاني بناء على طلب الحكومة اللبنانية لم تتمكن من جمع معلومات حول ضخ المياه". لكنه أكد أن عمالاً اسرائيليين كانوا يعملون بالقرب من قرية الغجر، داخل الأراضي اللبنانية. وقال ايفانكو إن العمال الإسرائيليين كانوا يقومون بإصلاح قساطل وقد تجاوزوا الخط الأزرق للقيام بذلك. وقال "أبلغنا القيادة العامة للامم المتحدة في نيويورك بهذا". وأضاف المهندس غملوش المشرف على محطات ضخ المياه في الجانب اللبناني، إنه فوجئ في 20 أيلول بوجود دورية اسرائيلية في المحطة التابعة لوزارة المياه والكهرباء اللبنانية لدى وصوله اليها لتفقدها. وأكد أن الجنود الذين خلعوا أبواب المحطة وحطموا محتوياتها أمروه بالمغادرة. ويقول غملوش إن فريقاً من اللجنة الدولية للصليب الأحمر بدأ أمس بتركيب مضخات جديدة بدل تلك التي كسرت.
ويؤكد المهندس اللبناني أن الجيش الاسرائيلي ركز مضختين لسحب المياه من نهر الوزاني وقام بتمديد قسطل بلاستيكي اسود اللون بطول كيلومترين وقطر حوالى 17.50 سنتمتراً، بجانب قسطل معدني تم تمديده سابقا ليمتد صعوداً عبر التلال باتجاه قرى في الجانب الإسرائيلي.
وأكد غملوش أن القوات الإسرائيلية تسحب يومياً ما بين مئتين وثلاثمئة متر مكعب من مياه الوزاني باتجاه قرية الغجر والقرى الاسرائيلية.
على صعيد تحرّكات «اليونيفيل»، قام أمس جنود فرنسيون بأوّل دورية في المنطقة التي يتولون الإشراف عليها في جنوب لبنان. وعبرت الدورية التي ضمت دبابتي لوكليرك وناقلة جنود مدرعة وسيارة جيب خفيفة الطرق الواقعة الى الشمال من بنت جبيل في منطقة غير محاذية للخط الأزرق. وتمثل هذه الدورية التي انطلقت من قرية الطيرة بداية تحمل القوة الفرنسية مسؤولية منطقة بنت جبيل التي وضعت تحت إشرافها والممتدة من الخط الأزرق وحتى ستة كيلومترات جنوب نهر الليطاني، أي بمساحة 200 كلم مربع تقريبا.
وقال اللفتنانت كولونيل اوليفييه دو سيفين لدى انطلاقة الدورية "إنه تاريخ مهم. اليوم انتشرت الكتيبة في منطقة عملها وتولت مهماتها". أضاف إنه في البدء سيتم التعرف إلى الوضع قبل تحديد إجراءات التعاون مع الجيش اللبناني.
من جهة أخرى، وصل أمس نحو 140 جندياً بلجيكياً الى بيروت للانضمام الى قوات «اليونيفيل». وقالت مصادر امنية لبنانية إن القوة البلجيكية ستنتظر في العاصمة اللبنانية وصول معداتها على متن سفينة قبل انتشارها في الجنوب ليرتفع عدد قوة حفظ السلام الى نحو 5100 فرد.