في حادث هو الأوّل من نوعه، توقّفت أمس أربع دبّابات لوكلير فرنسية تابعة لـ«اليونيفيل» قبالة دبّابتي ميركافا اسرائيليتين لمدة عشرين دقيقة على طريق يقيم عليها الجيش الإسرائيلي حواجز منذ يومين، في قرية مروحين. وكانت دبابات لوكلير الأربع على بعد خمسمئة متر من مدخل قرية مروحين في الوقت الذي بدأت فيه دبابتان اسرائيليتان بالتحرك خارج موقعهما داخل الأراضي اللبنانية على بعد كيلومتر من القرية. وتوقفت الدبابتان الإسرائيليتان يرافقهما جنود مشاة على بعد خمسين متراً في مواجهة الدبابات الفرنسية. وانسحبت دبابات القوة الدولية مع وصول مراقبين من هيئة الأمم المتحدة. وصادر الجنود الإسرائيليون أوراق صحافيين موجودين في المكان بحجة أنهم يمكن أن يزودوا مقاتلي حزب الله بصور الجنود.
يُذكر أنّ الجيش الإسرائيلي أقام منذ يومين حواجز على هذه الطريق حيث يعمد الجنود الى فتح صناديق السيارات ويدققون في الهويات. واحتجت الحكومة اللبنانية لدى القوة الدولية على هذه الانتهاكات الجديدة للقرار 1701 لوقف العمليات العسكرية.
على صعيد آخر، أدّى تدخّل ضابط من القوة الفرنسية العاملة في الجنوب أمس مع قوة اسرائيلية داخل الأراضي اللبنانية الى إطلاق مراسلة فرنسية ومصور لبناني كانت القوة الإسرائيلية احتجزتهما على حاجز لها.
وقال ضابط دولي إن قوة إسرائيلية مؤللة في مثلث مروحين في القطاع الغربي من جنوب لبنان اعترضت بعد ظهر اليوم (أمس) مراسلة لوكالة الصحافة الفرنسية تحمل الجنسية الفرنسية مع مصور لبناني وأوقفتهما. وقال إن ضابطاً في الكتيبة الفرنسية العاملة في المنطقة توجه الى مكان احتجاز الصحافية والمصور ومعه قوة من كتيبته وطالب المسؤول الإسرائيلي بإطلاق سراحهما. وبعد جدل ونقاش حاد بين الضابط والمسؤول الإسرائيلي استمر ساعة، تم إطلاق سراحهما.
على صعيد الخروق الإسرائيلية أيضاً، أطلق زورق حربي إسرائيلي أمس النار على مركب صيد لبناني في المياه الإقليمية اللبنانية. وقال الجيش اللبناني في بيان له إن زورقاً حربياً اسرائيلياً أطلق من عرض البحر مقابل رأس الناقورة على الحدود اللبنانية ــــ الاسرائيلية رشقات نارية من أسلحة متوسطة باتجاه مركب صيد لبناني. ولم يتحدث البيان عن وقوع إصابات بين من كانوا على متن المركب.
من جهة ثانية، توغّلت أمس أربع دبابات وجرافتان وأربعة باصات إلى داخل الخط الأزرق باتجاه قرية الغجر في القطاع الشرقي من الجنوب لبنان لمدة 90 دقيقة، لكن دبابة إسرائيلية بقيت في مركز خربة الدوير بالمنطقة نفسها.
وقال مصدر أمني إن الطائرات الحربية الإسرائيلية نفذت عند الثانية عشرة وخمس دقائق من ظهر أمس غارات وهمية فوق منطقة البقاع الغربي شرق لبنان وفوق مناطق عدة من الجنوب.
ورغم هذه الخروق، لا تزال «اليونيفيل» تأمل انسحاب القوات الاسرائيلية من لبنان بحلول يوم الأحد. وقال المتحدث باسم "اليونيفيل" الكسندر ايفانكو "نتوقع انسحاب الإسرائيليين في نهاية الشهر"، أي قبل يوم الأحد، رغم قرار إسرائيل تعليق انسحابها بسبب الخلاف حول "قواعد الاشتباك" في إطار عمل القوة الدولية وتطبيق القرار 1701.
كما أعلن مسؤول عسكري لبناني أمس أن لبنان قدم عشرات الشكاوى على الانتهاكات الاسرائيلية في الجنوب اللبناني الى قوة الأمم المتحدة ويفكر في اللجوء الى مجلس الأمن الدولي إذا ماطلت اسرائيل في سحب قواتها من لبنان. وقال "لن نقدم أي تنازلات خارج إطار 1701". ورأى أنه "من غير المقبول" ما يقوم به الجيش الإسرائيلي عبر إقامة حواجز منذ يومين في قرية مروحين "للتحقق من هويات المارين وحتى الصحافيين وتوقيفهم". أضاف "ليس هناك مقاتلون مسلحون لحزب الله في المنطقة، الإسرائيليون يعرفون أن حزب الله ملتزم ببنود القرار 1701 (..) لكنهم يبحثون عن ذرائع وهذا جزء من الاستفزازات والضغوط التي يمارسها الاسرائيليون للتفاوض بشأن التدابير الأمنية وقواعد الاشتباك او شروط فتح النار".
وبالنسبة إلى تحرّكات «اليونيفيل»، قام فريق ألماني أمس بجولة تفقدية على مراكز الجمارك والأمن العام اللبناني عند نقطتي العبور الشرعيتين الى سوريا في العريضة والعبودية، شمال لبنان. وقال مصدر رسمي إن الوفد الألماني جال على جسر العريضة على مجرى النهر الكبير الذي يفصل لبنان عن سوريا.
على صعيد استكمال عديد «اليونيفيل»، قال مسؤولون كوريون جنوبيون أمس إن سيول تخطط لإرسال فريق استكشافي إلى لبنان الشهر المقبل قبل اتخاذ قرار بإرسال قوات إلى الجنوب. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الكورية الجنوبية شو كيوـــ هو للصحافيين «نحن الآن نبحث مع الأمم المتحدة موعد إرسال فريق تقصي الحقائق». أضاف «مع ذلك لم يتقرر شيء بعد حول إرسال القوات إلى لبنان». ونفى شو ما تردد عن أن الرئيس الكوري الجنوبي روه مو ـــ هيون وعد نظيره الأميركي جورج بوش لدى الاجتماع به في وقت سابق من الشهر الحالي بإرسال قوات إلى لبنان.
ووصل أمس نحو 170 عنصراً من وحدة هندسة اسبانية الى لبنان لاقامة منشآت للكتيبة الاسبانية في الجنوب.
(أ ف ب, يو بي أي)