فداء عيتاني
حوار مفتوح مع 14 آذار من دون أي تصور مسبق

تصرّ الجماعة الاسلامية على ثوابتها، وهي أوصلت في خطاب أمينها العام في إفطار الاربعاء الماضي رسائل واضحة الى كل الاطراف، ومن تسنى له الاستماع الى هذا الخطاب علم أن موقف الجماعة لا يزال هو نفسه منذ ما بعد انتهاء العدوان الى اللحظة، فلم يؤثر فيه لقاء رئيس تيار “المستقبل” سعد الحريري وأركان الجماعة، او ايفاد النائب وائل ابو فاعور للتنسيق للقاء موسع مع قوى 14 آذار، كما لم يؤثر في موقف الجماعة ارتفاع وتيرة السجال السياسي، والجماعة تصر على الوقوف على تقاطعات سياسية ولا ترغب في الالتحاق بهذا الطرف او ذاك.
“ليس هناك إعداد لوثيقة تفاهم مع قوى 14 آذار ولا جدول أعمال جاهز للقاء بهذه القوى، ولا صيغة للتنسيق او لتحالف ما” يقول نائب الامين العام للجماعة ابراهيم المصري، وهو يشدد على ان اللقاء الذي سيعقد الاثنين المقبل مع قوى الاكثرية والذي جاء بطلب منهم سيكون عبارة عن جولة افق في المواضيع المطروحة على الساحة.
هذه الصيغة الفضفاضة في الكلام السياسي اليومي “المواضيع المطروحة على الساحة” تعني هنا غياب تصور مسبق لكلا الطرفين لما يتوقعه من الآخر، “نحن لا نحاول استكشاف آفاق غير مكتشفة” يقول احد اعضاء لجنة المتابعة لقوى 14 آذار، “نحن نعرف من هم الجماعة الاسلامية، الا اننا سنبحث في المواضيع المتفق عليها كما سنســـــــتمع الـــــــى رأيهم في المواضيع المختلف عليها او موضع التمايز”.
وفي موضوع الخلاف والتمايز، يسأل ابو فاعور في اطار الترتيبات للزيارة عن امكان ضم وفد 14 آذار ممثلـــــــــين من القوات اللبنانية، “اجبناه بأن لا مانع في وجودهم” يقول مصدر في الجماعة، ومع أن هذا الموقف في سياق سياسي، فإنه حتماً لا يعبر عن رأي قواعد الجماعة التي في العمق ما زالت ترفض التنسيق والتحالف مع القوات اللبنانية انطلاقاً من ذاكرة الحرب الاهلية والملفين الاسرائيلي والفلسطيني في لبنان، لكن هذه إشارة اضافية إلى ان اجتماع الطرفين قد لا يتعدى النقاش العام.
“دعنا لا نحمّل اللقاء المرتقب حجماً اكبر من حجمه” يقول ابراهيم المصري، الذي سيكون حاضراً الى جانب الامين العام للجماعة الشيخ فيصـــــل المولوي ويفترض وجود رئيس المكتب السيـــــــاسي النائب السابق اسعد هرموش (الموجود حالياً خارج البلاد)، اما عن لجنة قوى 14 آذار، فالحضور غير مؤكد بعد، الا انه سيكون هناك تمثيل لتيار المستقبل وعدد من القوى المسيحية والقوات اللبنانية، اضافة الى النائب ابو فاعور.
اما اهم المواضيع المتوقع تبادل وجهات النظر في شأنها فهي: المقاومة، التوتر الطائفي في لبنان، والملف الفلسطيني، بحسب مصدر في الجماعة الاسلامية.
وتضيف مصادر الجماعة ان “الجلسة قد تؤسس لحالة من التفاهم بين الطرفين، وطبعاً نحن موقفنا واضح من ملفات رئيسية، منها ملف المقاومة التي لن نقبل بانتهائها، لكن الصيغة الحالية سقط الاجماع الوطني عليها بعد الحرب الاخيرة، ونحن نريد صيغة للمقاومة تضم اللبنانيين جميعاً وتحظى بإجماع وطني”.
وتشير هذه المصادر الى أن خطاب الامين العام للجماعة يوم الاربعاء خلال الافطار المركزي، سوف يحدد تماماً ما تذهب اليه الجماعة في هذه الملفات.
ويقول عضو لجنة متابعة قوى 14 آذار الدكتور انطوان حداد، إن “الجماعة الاسلامية في موقع متميز في الخريطة السياسية اللبنانية. وهم يتقاطعون مع كل الاطراف بحسب القضايا المطروحة، وهناك تواصل ثنائي مع الجماعة الاسلامية، لكن هذه اول محاولة للتواصل مع لجنة متابعة قوى 14 آذار”.
ولا يرى حداد اي تعارض في مبدأ النقاط التي تصر عليها الجماعة، سواء الملف الفلسطيني او المقاومة او غيرها، وما سيحصل هو “كلام واستطلاع” بدون استبعاد حصول علاقة ثنائية او تفاهم او تحالف او سوى ذلك من اشكال التنسيق.