طرابلس ـ عبد الكافي الصمد

المشهد الذي استجدّ بعد العدوان الإسرائيلي في ساحة التلّ، وسط طرابلس، أصبح مألوفاً. علم «حزب الله»، بلونه الأصفر وبندقية الكلاشينكوف التي تتوسّطه، متوفّر بكثرة لدى باعة الأعلام، إلى جانب العلم اللبناني. باعة «الكاسيت» في الساحة، من أصحاب المحال أو البسطات، عدّلوا أولويّاتهم جذريّاً. أشرطة «الكاسيت» والأقراص المدمجة العائدة للمطربين والمطربات، القدامى منهم والجدد، تراجعت إلى الخلف، أو وُضِعت في الصناديق. وتصدّرت الواجهات صور نصر الله على غلافات أشرطة تحمل عناوين كـ«اخرسي يا رايس» و«لبّيك يا نصر الله». «تغيّر الزمن اليوم »، يقول أحدهم، وهو يرتّب الأشرطة على بسطتهأمّا مكبرات الصوت التي ركنت على الارصفة، بمحاذاة المحال والبسطات، فتكاد لا تهدأ وهي تبثّ، بلا توقّف، بعضاً من مقاطع خطب السيّد. «شريط الكاسيت نبيعه بثلاثة آلاف ليرة، والـ«سي. دي» بألفين»، يقول شاب يعمل في كشك خاص لبيع الأشرطة، بجوار مقهى الروضة قبالة مبنى بلدية طرابلس. ويضيف: «حركة البيع جيدة، وهي تشهد نموا متزايدا. شعبية السيّد مرتفعة هذه الايام». على بعد أقلّ من مئة متر، كان صوت جوليا بطرس يعلو من أحد مكبّرات الصوت بأغنيتها الشهيرة: «وين الملايين». وفي زاوية أخرى من الساحة، كان صوت فيروز يشدو بأغنياتها القديمة. أما مارسيل خليفة فاستعادت أغنياته بريقها، وأضحت «ثوريّته» مطلباً وطنياً، ما يؤشّر إلى أنّ المدينة قد استعادت بعضاً من صورتها وصوتها.