صور ــ الأخبارحميد رملاوي (73 عاماً) من بلدة قانا مؤمن بالقضاء والقدر و«من له عمر لا تقتله شدة». مشيئة الله كانت بنجاته مرتين من الموت: الأولى في مجزرة قانا عام 1996 التي كتب له أن يكون فيها من الأحياء مع أمه وأبيه. والآن، بعد عشر سنوات عاد المشهد ليــــــــتكرر مرة أخرى معه في قانا، مع اختلاف في الزمان والأشخــــــــاص. هـــــــذا ما جعل حمــــــيداً يحمل ذكريــــــــات لا تنسى مــــــــع العدو الصهيوني ومجازره.
يروي رملاوي الناجي وأبناءه وأصهرته وأحفاده تفاصيل أعجوبة أخرى حدثت معه: «كنت أتحضّر لسماع نشرة أخبار إذاعية عند السادسة وخمس وأربعين دقيقة صباح الثلاثاء 18 تموز، وعلى غير عادتها، لم تكن الطائرات الإسرائيلية تحوم فوق المنزل المؤلف من ثلاث طبقات.
أدرت راديو الجيب الذي كنت أحمله بيدي. ولم تكمل المذيعة جملتها: هنا... حتى دوى صوت انفجار هائل لم أسمع مثله في حياتي، دمّر الطبقتين العلويتين بالكامل، وبقيت الطبقة الأرضية التي توزع في أرجائها 25 شخصاً، تسعة منهم دون العاشرة.
لم أعد أسمع شيئاً، وأحسست بألم شديد في يدي اليسرى، وافترشت الأرض المليئة بالزجاج المحطم. وبعد عشر دقائق، عادت حاسة السمع إليّ مجدداً، وإذا بابنتي الصغرى تنادي أطفالها الستة الذين كانوا يبكون مذعورين. بقيت على هذه الحال نصف ساعة أخرى حتى انبلج ضوء الصباح. تقاطر أهالي القرية الى منزلنا، وأخرجونا من الفجوة التي أحدثها صاروخ أصاب الباب الخارجي للمنزل.
ويضيف رملاوي: «لم نصدق أننا خرجنا أحياءً، وخصوصاً عندما علمنا أن منزلنا قصفته طائرتان، إحداهما حربية والأخرى مروحية بستة صواريخ لم ينفجر اثنان منها، فيما أصاب واحد آخر منزلاً مجاوراً، واستشهد فيه ثلاثة أشخاص».
ويختم رملاوي أنه لا يخاف الموت، بل يخاف على عائلته التي يفتخر بتربيتها بعد وفاة زوجته منذ مدة طويلة.