وجه قائد الجيش العماد ميشال سليمان، لمناسبة انتشار الجيش في الجنوب، أمر اليوم إلى العسكريين تحت عنوان «الإرادة الوطنية الجامعة».وجاء في الأمر: «اليوم وباسم الإرادة الوطنية الجامعة، تستعدون للانتشار على أرض الجنوب الجريح، إلى جانب مقاومتكم ومع شعبكم الذي أذهل العالم بصموده وثباته، وكسر هيبة الجيش الذي قيل عنه إنه لا يقهر، بعدما هزمه بصبره وتمسكه بحقه وتجذره بأرضه وارتباطه بتاريخه. تؤكدون على تلاحمكم به وأن وجودكم على ثغور الوطن ليس صدفة ولا مرحلة عابرة، بل هو تأكيد على القيام بالواجب الوطني الذي نذرتم له أنفسكم وأقسمتم عليه يمين الولاء».
أضاف: «لقد أخطأ العدو الإسرائيلي عندما أقدم على تقطيع أوصال الوطن، بهدم جسوره وضرب بناه، ومحاولة كسر إرادة أبنائه، وكأنه تناسى أن في لبنان جيشاً شكل ولا يزال مرجلاً ينصهر فيه التنوع جسداً واحداً، تدب فيه الحياة بدماء الشهداء من الجيش والمواطنين المقاومين والصامدين، رجالاً ونساءً، شيوخاً وأطفالاً. هذا الدم النازف المنتصر على حق القوة، يجعل من وطننا لبنان عصياً على الموت وجديراً بالحياة».
وتابع: «أيها العسكريون، لقد كان الجنوب لفترة طويلة من الزمن، بوابة القلق ومدخل الرياح، أما اليوم فأنتم ترابطون على تخومه وروابيه، وتبذلون كل المستطاع في سبيل خدمة أهله الأباة الصابرين، ورفع المعاناة عنهم وبلسمة جراحهم، تحولونه الى حصن منيع للوحدة الوطنية، ومساحة عبقة بطيب السيادة ورحابة الاستقلال. وطن كلبنان تهون امامه الصعاب وترخص الأنفس والأرواح. شعبكم، صفاً واحداً، كالبنيان المرصوص، يقف خلفكم، رهانه عليكم لا يوازيه إلا ثقته العالية بقدرتكم على ردع العدوان، واستعدادكم للتضحية والفداء، فكونوا على قدر آماله لينعم بالاستقرار والأمن والطمأنينة».
(وطنية)