شبعا ــ عساف أبو رحال
لم يكن دخول الجيش اللبناني إلى بلدة شبعا بالأمر السهل لشدة تدافع الأهالي كباراً وصغاراً، احتشدوا عند الساحة العامة وعلى امتداد الطريق الرئيسية داخل البلدة في احتفال ترحيبي هو الأول من نوعه بعد التحريراليوم الثاني لعملية انتشار الجيش اللبناني شملت العرقوب وقضاءي حاصبيا ومرجعيون. فمنذ ساعات الصباح الأولى، بدأت عناصر اللواء العاشر، عملية الانتشار في نادي المرج في القليعة، الخيام، كفركلا، حاصبيا، راشيا وشبعا. كما وصلت الى مرفأ صور فجراً السفينة التجارية التي كان قد استأجرها الجيش اللبناني لنقل عتاد وآليات اللواء السادس بحرا من الجية، حيث أنزلت هذه الآليات في المرفأ وعلى متنها جنود وضباط وشاحنتان للجيش وست ملالات. وتوجهت من مرفأ صور إلى بلدة قانا حيث انتشرت عناصرها في هذه المنطقة وأقامت مركزا للواء السادس فيها. هذا وواصل الجيش اللبناني انتشاره في اتجاه عيتيت، البياض، رشكنانيه وصديقين وصولا الى مشارف بلدة كفرا.
واستقبل أهالي شبعا وحدات الجيش التي وصلت بعد ظهر أمس على وقع الأناشيد والأغاني الوطنية واتخذت النسوة أماكن لنثر الأرز والورود على امتداد الطريق وصولاً حتى الساحة حيث نحرت الخراف، وأقيمت حلقات الدبكة بحضور ومشاركة كل الفاعليات فيما أصر العديد من الأهالي على اعتلاء ناقلات الجند للتعبير عن فرحتهم وترحيبهم بهذه الخطوة التي انتظروها طويلاً على حد قول العديد منهم.
وكانت طلائع الوحدات العسكرية، وقوامها كتيبة مشاة من اللواء العاشر قد وصلت إلى مشارف البلدة عن العاشرة صباحاً واتخذت موقعاً بانتظار وصول المزيد من الآليات والجنود لتدخل في طابور ضم عشرات الناقلات المدرعة والشاحنات والسيارات العسكرية التي نقلت عتاداً وتجهيزات ولوازم التمركز في مبنى المدرسة غير المستخدمة عند الطريق المؤدية إلى بركة النقار حيث بوابة المزارع.
ومن المقرر أن يكون مقر قيادة الكتيبة في بلدة شبعا عند طرفها الغربي، على أن تتوزع القوات لاحقاً على نقاط مراكز تحددها القيادة وفق المعطيات الميدانية.
رئيس بلدية شبعا عمر الزهيري رأى أن بلدة شبعا تعيش حالة النصر الكبير بقدوم الجيش إلى أرضها بعد غياب طويل وقال: "شبعا التي عانت طويلاً الاحتلال، يحتشد أهلها اليوم لاستقبال الجيش اللبناني الذي يحتضن في عداده عدداً من أبنائها".
كما رحبت هيئة أبناء العرقوب بدخول الجيش إلى بلدة شبعا وقالت في بيان أصدرته "إن الجيش دخل اليوم إلى أرضه ودياره، مع الأمل بانتشاره في القريب العاجل في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا".
في المقابل تمركزت وحدة عسكرية في بلدة كفرشوبا متخذة من المدرسة الرسمية مقراً موقتاً لها بانتظار ترتيب الأوضاع يضاف إليها وحدة عسكرية أخرى في بلدة راشيا الفخار ليكون الانتشار قد شمل ثلاثة مواقع محاذية لخط التماس مع مزارع شبعا.
إلى ذلك، بدأت قرابة السابعة صباحا، ثلاث كتائب من اللواء الخامس في الجيش اللبناني الانتشار على طول الحدود البرية الشمالية مع سوريا انطلاقا من نقاط العبور الشرعية في العريضة والعبودية والبقيعة، امتدادا الى المعابر غير الشرعية كافة التي كانت تستخدم للتهريب بين البلدين من العريضة على شاطىء المتوسط ومصب النهر الكبير صعودا على طول مجرى النهر الكبير وحتى محلة النبي بري أعالي منطقة وادي خالد وجبل اكروم على الحدود الشمالية الشرقية مع سوريا. وأفاد شهود عيان بأن عناصر من اللواء الخامس في الجيش اللبناني قد تمركزوا مع آلياتهم في استراحة العريضة السياحــــــــية قرب نقطة العبور الحدودية في الوقت الذي جرى فيه تعزيز بعـــــــــــض المواقع البحرية القريـــــــــــبة من هذه النقطــــــة بملالات ودبابات عسكرية.