عساف أبو رحال
مثّلت بلدة عين عرب القريبة من مثلث الحدود اللبنانية السورية الفلسطينية محطة أخيرة لوحدة عسكرية في الجيش اللبناني، تمركزت في المدرسة الرسمية على بعد بضعة كليومترات من الحدود من دون ملامسة الخط الازرق بانتظار الانتشار الجديد لـ «ليونيفيل».
وصباح امس، عززت وحدات الجيش اللبناني العاملة في القطاع الشرقي انتشارها على طول الخط الممتد من محور تلال شبعا ــ كفرشوبا وصولاً الى المجيدية والماري، وأُرسلت عدة ناقلات جند لتعزيز مواقع الجيش في كفرشوبا والماري وريحانة بري، فيما لا تزال وحدات من الجيش تنتظر في محيط بلدة القليلة جنوبي صور لاستكمال الانتشار الى حدود الخط الازرق وخصوصاً في منطقة الناقورة ــ اللبونة وغيرها من المواقع التي تتمركز فيها قوات الاحتلال الاسرائيلي.
ويُعدّ هذا التمركز الأول من نوعه منذ عام 1967، حيث كانت وحدة عسكرية مولجة بحراسة منزل الأمير مجيد ارسلان في المجيدية، الذي كان يشغل منصب وزير الدفاع آنذاك حسب إفادة الاهالي. ويأتي هذا الانتشار وسط تواصل الخروقات الجوية والبرية، حيث كانت مرتفعات كفرشوبا عرضة لرمايات رشاشة خلال الليل الفائت.
وعند مدخل بلدة الوزاني المحاذية للشريط الحدودي، شغلت عناصر من الكتيبة الهندية العاملة في قوات الطوارئ الحاجز العائد للقوة الأمنية المشتركة. وعملت عناصر القوة الهندية على تفتيش السيارات العابرة والتدقيق بهويات المارة قاطعة الطريق أمامهم لجهة الحمامص. وأفاد مصدر مقرب من هذه القوة بأن جيش الاحتلال أقام حاجزاً قريباً في الجهة الجنوبية من تل الحمامص لقطع الطريق الرابط بين منطقتي الوزاني وسهل مرجعيون. وأضاف المصدر أن جنود الاحتلال يطلقون النار باتجاه كل من يحاول التقدم نحو المرتفع الذي من خلاله تكون السيطرة على طريق أخرى لجهة سردا، مشيراً إلى أن التنقل على هذه الطرقات خطر وينصح بعدم سلوكها.
منطقة الوزاني الزراعية بامتياز، باتت اليوم قاحلة جرداء بسبب اليباس الذي طاول كل الزراعات وحوّلها إلى وقود لنيران القصف ومراعي المواشي. وعلى المقلب الغربي، حيث سهل مرجعيون وقد قطّعت الحرائق أوصاله فبات في عزلة تامة بعيداً عن كل نشاط اعتاده السهل في السنوات الماضية.
وفي منطقة العرقوب، طغت عودة الأهالي على مشهد الدمار، وأشار ياسين حسين من بلدة كفرحمام إلى أن نحو مئة عائلة عادت واستقرت في البلدة، بعضها يعمل على ترميم الأضرار البسيطة. وأوضحت ريما حمود، أن قرى العرقوب تشهد في مثل هذا الوقت من كل عام عودة لافتة للأهالي المقيمين خارج القرى والبلدات لم تغب هذه السنة رغم الدمار والخراب.
وبعد تسعة أيام على قرار وقف النار، لا تزال قوات الاحتلال الإسرائيلي تحاصر لبنان عموماً والجنوب خصوصاً، برّاً وبحراً وجوّاً، وتنتهك الاجواء اللبنانية بتحليقها فوق معظم القرى والبلدات وتنفيذها غارات وهمية، وباستعمالها القنابل المضيئة، ولا يزال جنود الاحتلال يتمركزون في يارين ومروحين والزلوطية والبستان وعلما الشعب في قرى القطاع الغربي، وفي تلة سردة الى الغرب من بلدة الوزاني ولمسافة تبلغ حوالى 800 م شمالي السياج الحدودي الشائك. ويرتبط انتشار الجيش في المنطقة بتسليم هذه النقطة الى قوة الطوارئ الدولية.
تجدر الاشارة، أن العدو الإسرائيلي نفذ أمس سلسلة خروقات جوية فوق طرابلس، شكا، جبيل، بيروت، اقليم الخروب، الجنوب والبقاع. من جهة ثانية، اطلقت قوات الاحتلال فجر أمس، قنابل مضيئة عدة فوق مزارع شبعا المحتلة، وخط تماس هذه المزارع مع المناطق المحاذية في العرقوب، وسمعت صباحاً سلسلة انفجارات داخل المزارع المحتلة في ظل تحليق لطائرات استطلاع من دون طيار في اجواء العرقوب وحاصبيا ومرجعيون. وتقاطر امس عشرات المزارعين الى بلدية شبعا حاملين صكوك ملكياتهم في المزارع. وأعلن رئيس بلدية شبعا عمر الزهيري، أن رئيس الحكومة اللبناني فؤاد السنيورة طلب جمع كل صكوك الملكية بأسرع ما يمكن، قبل زيارة الامين العام للامم المتحدة كوفي انان المرتقبة الى بيروت.