في «لقاء تضامني من أجل القطاع التربوي في لبنان»، طالب وزير التربية والتعليم العالي الدكتور خالد قباني بدعم المنظمات الدولية والسفارات للقطاع التربوي الذي أصيب بأضرار كبيرة جرّاء العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنانأظهر مسح أولي أجرته وزارة التربية والتعليم العالي تدمير العدوان لحوالى 50 مدرسة تدميراً كاملاً. وتتراوح درجات الضرر في حوالى300 مدرسة في الجنوب بين أضرار كبيرة يتطلب اصلاحها وقتاً طويلاً، وبسيطة يمكن انجازها في الشهرين المقبلين. أمّا الخسائر في مدارس الضاحية الجنوبية والبقاع وبعلبك وعكار فهي فادحة، لكنّ المعالجة ممكنة. أما التقديرات الأوليّة لحاجات القطاع التربوي فتبلغ على المدى القصير والمتوسط ما يقارب سبعين مليون دولار، وهي تشمل أعمال البناء والترميم والتجهيزات المدرسية وتدريب المعلمين وتطوير المناهج.
إلّا أنّ الأرقام لا تزال غير نهائية والوزارة تنكب على وضع ملف كامل بالأضرار خلال الأسبوعين المقبلين، كما قال وزير التربية والتعليم العالي خالد قباني.
قباني طلب دعم المنظمات الدولية وسفارات الدول العربية والدول المانحة والصناديق المساهمة في التربية. ودعا، في لقاء تضامني عقد أمس، في المكتب الإقليمي للأونيسكو، إلى ترجمة المشاعر أفعالاً جدية وسريعة «الصور التي رأيتموها كافية لهز ضمائركم ووجدانكم، فلا يكفي أن نحب لبنان، بل المطلوب جهد استثنائي لإخراجه من الأزمة».
كما أكد أنّ تعويض الأضرار التي ألحقها العدوان هو المهمة الفورية المباشرة، مشيراً إلى «أننا في سباق مع الزمن لتحديد الخسائر قبل 9 تشرين الأول الذي أعلناه موعداً لبداية العام الدراسي ويوم تضامن تربوي وطني».
وتحدث قباني عن برنامج عمل يتمثل بالاستعاضة عن الأبنية المدمرة بالأبنية الجاهزة أو تقاسم الدراسة في المباني الصالحة (وبالتالي اعتماد نظام الدوامين) أو توفير أبنية مستأجرة بديلة. وتوقف عند الأضرار الناتجة من الإعاقات الجسدية والنفسية التي تستلزم المعالجة الاجتماعية للحؤول دون تفاقم ظاهرة التسرب المدرسي. وتحرص الوزارة، بحسب قباني، على استيعاب التلامذة في البيئة التي هم فيها تجنباً لمضاعفة الاضطرابات النفسية.
ولم يتوان قباني عن لوم المجتمع الدولي الذي بقي شهراً كاملاً شاهد زور على المجازر الإسرائيلية ولم يمنح لبنان الدعم الذي يستحقه، وإن كانت إرادة اللبنانيين قادرة على قلب الموت إلى حياة.
وتنخرط الوزارة في حملة وطنية بعنوان «العودة إلى المدرسة» بالتعاون مع منظمة «اليونيسف» لإعادة التأهيل النفسي للأطفال تمهيداً لعودة طبيعية إلى التعليم. وفي هذا الإطار، شدد ممثل المنظمة في لبنان روبرتو لورنتي، خلال اللقاء التضامني، على التزام «اليونيسف» دعم تعافي التلامذة من صدمتهم وعودتهم إلى واجباتهم المدرسية. من جهتها، أوضحت المديرة الإقليمية للتربية في المنظمة ملك زعلوك أن الحملة تعيد الثقة إلى الأسر اللبنانية بالحياة المدرسية.
أما ممثّل منظمّة الصحة العالمية جواد محجوب فأكد حرص المنظمة على النهوض بالجانب الصحي الذي تضرر بفعل العدوان، إضافة إلى تعزيز مشروع الصحة المدرسية.
ولفتت لينا فارس باسم البنك الدولي إلى أنّ البنك خصص 12 مليون دولار وُضعت في تصرف وزارة التربية لمحو آثار العدوان، علماً أنّ هناك قرضاً من البنك بـ50 مليون دولار لمشروع الإنماء التربوي.
ووعد ممثل السفارة الفرنسية دنيس غييار بمساعدة الحكومة والمنظمات غير الحكومية الفرنسية في سبيل عودة طبيعية إلى الدراسة، لافتاً إلى أن المؤسسات التي تعتمد المنهج الفرنسي ستتواصل مع المؤسسات التربوية كافة لتقديم المشورة والمقاربة الإيجابية للواقع.
وأعلن السفير البريطاني جيمس واط أنّ الحكومة البريطانية ستتابع المساهمة في برنامج الإغاثة، بالتعاون مع الأمم المتحدة. كما رأت مسؤولة مشروع الإنماء التربوي ندى منيمنة أنّ الفرصة الآنية مواتية لتطوير شروط دعم الصناديق المانحة، داعية إلى تنسيق الجهود بين الدول، تجنباً لأي تضارب بينها.
واقترح الأستاذ في كلية التربية في الجامعة اللبنانية عدنان الأمين تشكيل فرق لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي في المدارس وخارجها. وأشارت الأمينة العامة للجنة الوطنية للأونيسكو سلوى بعاصيري، في هذا المجال، إلى أنّ اللجنة تسعى إلى الحصول على الخبرات والتمويل لمعالجة المشاكل النفسية للأطفال.