البقاع ــ عفيف دياب
أثار «خبر» إقدام السلطات السورية أمس على إقفال معبر «جديدة يابوس» الحدودي بوجه شاحنات النقل الخارجي المغادرة للأراضي اللبنانية، الذي بثّته إحدى الإذاعات اللبنانية الخاصة (تابعة لتيار سياسي من 14 آذار) نقلاً عن مراسلها في البقاع، حالة من الإرباك والقلق في الوسطين السياسي والاقتصادي في لبنان.
كما أحدث الخبر غير الدقيق، وغير المستند الى معلومات رسمية لبنانية أو سورية، موجة من «الاستنفار» في صفوف أصحاب الشاحنات اللبنانية المبرّدة التي كانت تستعد لمغادرة ساحة الجمارك اللبنانية في المصنع الى الدول العربية عبر نقطة جديدة يابوس السورية.
رئيس نقابة مالكي الشاحنات المبردة في لبنان موسى أبو عجوة أبلغ «الأخبار» أنه توجّه، فور إذاعة الخبر، الى منطقة جديدة يابوس السورية، و«اطّلعت بنفسي على الإجراءات السورية التي كانت تسير بشكل طبيعي، والجمارك السورية فوجئت بالخبر حين سألناها عن الموضوع...».
«الأخبار» زارت مساء أمس منطقة «جديدة يابوس» السورية، وتبين أن حركة السير بين لبنان وسوريا جدّ طبيعية، ولا سيما حركة عبور شاحنات «الترانزيت». وقال مصدر مسؤول في الجمارك السورية لـ«الأخبار» إن عمليات عبور الشاحنات «تتم بصورة طبيعية، وإن أكثر من مئة شاحنة مبرّدة (حتى مساء أمس) دخلت الى الأراضي السورية بعد إجراء المقتضى القانوني المعتمد...»، موضحاً أن «خبر منعنا لعبور الشاحنات، أو أننا أبلغنا السائقين بعدم العبور مرة أخرى، عار من الصحة، وعندكم في لبنان من يريد أن نلجأ الى هذا الإجراء...»!!
جهات سياسية متابعة في البقاع رأت في بث «الخبر الكاذب» محاولة لإثارة الرأي العام «بعد أن خاضت وسائل إعلام لبنانية الحرب النفسية ضد المواطنين خلال العدوان الاسرائيلي الأخير على لبنان...» وأضافت أن «إحدى المحطات المرئية المحلية، بثت ليل أول من أمس خبراً مفاده أن طائرة استطلاع إسرائيلية قصفت شاحنة على طريق المصنع، وتبيّن لاحقاً أن مراسل المحطة أرسل هذا الخبر غير الدقيق بعد أن اتّهم إحدى الوكالات الأجنبية بذلك، ليتبيّن لاحقاً للأجهزة الأمنية أن الوكالة المعنية لم تبثّ الخبر، وليس معها خبر، ما بدأ يثير موجة من الشكوك حول عمل بعض المراسلين أو مؤسساتهم الإعلامية التي لا تدقّق في الأخبار التي تردها...»!!