انفجرت قذيفة إسرائيلية من مخلفات العدوان الإسرائيلي على بلدة ياطر بالمواطن سليمان قدوح (32 سنة)، أصيب من جرائها في قدميه ونقل على أثرها إلى مستشفى نجم للمعالجة في صور. يذكر ان قدوح كان متوجهاً إلى حقله الزراعي في خراج بلدته.ولا تزال القنابل الانشطارية غير المنفجرة توقع كل يوم مزيداً من الضحايا المدنيين ، ولا سيما من الأطفال، رغم حملة التوعية الكثيفة التي قام بها الجيش اللبناني والأمم المتحدة والهيئات الأهلية للتنبيه من مخاطرها.
وقالت الناطقة باسم مركز تنسيق نشاط الأمم المتحدة في مجال نزع الألغام (ماك) داليا فران في صور: «نبلغ كل يوم وقوع ضحايا جدد والعدد كبير».اضافت: «نحن في حالة طوارئ».
ومنذ وقف المعارك اوقعت القنابل الانشطارية غير المنفجرة 11 قتيلاً و44 جريحاً، منهم عدة أطفال، وفق آخر أرقام الجيش اللبناني.
وبحسب الخبراء في «ماك»، إن آلاف القنابل لا تزال متناثرة فوق الأراضي اللبنانية. وتنشر بعض القنابل الانشطارية التي أطلقها الإسرائيليون من طراز بلو-63 وم-77 عدة مئات من الاجسام الصغيرة التي لا تنفجر كلها لدى ارتطامها بالأرض وتشكل خطراً على حياة المدنيين، ولا سيما في الفترة التي تلي انتهاء النزاع.
وعثر الخبراء الذين يحاولون تفكيك القنابل الانشطارية على 185 منها حتى الساعة، ويعثر الخبراء كل يوم على مزيد من المتفجرات.
وتوضح داليا فران أن «غالبية القنابل لم تنفجر»، مشيرة الى صعوبة العثور عليها بين الانقاض. وتقول إنه حتى عندما تُكتشف الأجسام المتفجرة «يظن الناس انها ليست خطيرة بسبب صغر حجمها».
ورأى مارك غارلسكو، المحلل العسكري لمنظمة هيومان رايتس ووتش غير الحكومية التي تتخذ من نيويورك مقراً لها، ان استعمال هذا النوع من الاسلحة «حوّل منازل الناس الى حقول الغام فعلية». ويعطي مثلاً على ذلك المنازل قرب الناقورة حيث تم اطلاق القنابل الانشطاريةوقال غارلسكو بعد جولة لمدة اسبوع في الجنوب حيث «انتشرت الأجسام المتفجرة فوق اراضي قرى بأكملها» ان الاسرائيليين استعملوا «ذخائر تعود الى عهد حرب فيتنام مع معدل عال جداً من القنابل التي لم تنفجر. عثرنا على قنبلة تعود إلى آذار 1973».
وأشار إلى أن «الأطفال يلهون بها ويصابون بجروح، أو يقتلون». ووزع الجيش اللبناني والهيئات الاهلية حوالى مئة ألف بيان وعشرة آلاف منشور على حواجز التفتيش. كما نظمت حملة توعية على الإذاعة وشاشات التلفزة. بيد أن الامم المتحدة لا تزال تشير إلى أن «حصيلة الضحايا تتزايد باستمرار».
وتقول داليا فران: «يتعلق الأمر بالدرجة الأولى بالقنابل الانشطارية التي عثر عليها داخل المنازل والحقول والحدائق وعلى سطوح المستشفيات، وعلى الطرقات الرئيسية». وتلفت الى النقص القائم على مستوى الناشطين والمعدات الضرورية لمعالجة مشكلة هذه القنابل غير المنفجرة. وتقول: «لم تُنظف الأرض تماماً. لا نملك الوقت ولا المعدات. يجب تقديم مزيد من المساعدات لنا». وتأتي هذه المشكلة المستجدة لتضاف إلى مشكلة 450 ألف لغم زرعتها إسرائيل قبل انسحابها من لبنان عام 2000 على طول «الخط الازرق» الذي رسمته الأمم المتحدة كخط حدودي بين لبنان والدولة العبرية، بين الناقورة وشبعا، من الغرب الى الشرق. وفي هذه المنطقة الحدودية التي يعيش فيها نصف مليون مواطن، هناك لغم لكل 133 متراً.
وأكدت الأمم المتحدة أن إسرائيل أغارت 249 مرة بقنابل عنقودية في أنحاء مختلفة. وقال تيكيميتي جيلبرت رئيس العمليات بمركز تنسيق العمل في مكافحة الألغام التابع للأمم المتحدة في لبنان: «إنها مشكلة كبيرة». وأضاف أنه لا يساوره «أدنى شك» في أن استخدام إسرائيل للقنابل العنقودية ينتهك القانون الدولي الذي يحظر استخدام مثل تلك الذخيرة في مناطق مدنية.
(الأخبار، رويترز، أ ف ب)