نظرية شعب واحد في دولتين لا مضمون سياسياً لها على الإطلاقتوقع النائب السابق للرئيس السوري عبد الحليم خدام أن توجه لجنة التحقيق الدولية الاتهام باغتيال الرئيس الحريري الى الرئيس السوري مباشرة في وقت عبر فيه عن تأييده لعلاقات ندية بين لبنان وسوريا وترسيم الحدود بدءاً من شبعا
رأى النائب السابق للرئيس السوري عبد الحليم خدام في حديث عبر تلفزيون المستقبل أنه لا يستطيع الجزم بمَن انتصر في الحرب ومَن هُزم، لأن الحرب لم تنته بعد، لكن ذلك لا يعني أن هناك جولة أخرى بعد يومين أو شهر، وقال إن هذه الحرب ليست مسألة لبنانية ــ إسرائيلية بل هي مرتبطة بالصراع العربي ــ الإسرائيلي في المنطقة.
وأضاف: ما يمكن قوله هو أن المقاومة الإسلامية حققت إنجازاً بمنع إسرائيل من تحقيق الانتصار، لكن إسرائيل حققت أحد أهدافها بتدمير لبنان وإعادته 20 سنة الى الوراء، ورتبت على الشعب اللبناني أعباء تزيد على 13 مليار دولار.
وتحدث عن القيادة الإيرانية “الكفوءة” التي تعمل لاستحداث التوازن النووي مع إسرائيل بعد ثبوت دورها إقليمياً في العراق ومحيطه حتى نفط بحر قزوين، معتبراً أن هذا التوازن النووي سيعطّل قدرة إسرائيل في المنطقة.
وعن الربط بين الحرب على لبنان والصراع حول الملف الإيراني، قال خدام: إذا أخذنا ما قيل من أوساط “حزب الله” والرئيس بشار الأسد من أن هذه الحرب معدّة سلفاً، فما هي أهدافها الإسرائيلية؟ وقال: قد تكون الولايات المتحدة تريد حرباً استباقية، لذلك وبناء على قول السيد نصر الله إنه لو علم بحجم الرد الإسرائيلي لما قام بعملية الخطف، أرى أن الحرب تكون بنتائجها السياسية، وما بين أيدينا اليوم أزمة حادة في المنطقة، والسؤال هل تتطور باتجاه حل سياسي للمسألة النووية الإيرانية، أم أنها ستأخذ مساراً آخر!؟
ولماذا لم تدخل سوريا الحرب بالرغم من مقتل 26 سورياً في القاع وبموجب الاتفاقات اللبنانية ــ السورية الدفاعية المشتركة، قال خدام: إن لبعض الأسباب جذوراً تاريخية، فالشراكة العسكرية السورية ــ المصرية والتضامن العربي اللذين توفرا في حرب 73 فُقدا، والتوتر يسود العلاقات العربية، والجبهة السورية الداخلية تعاني الفساد والتسلط، وحكم أجهزة المخابرات هو القائم، كلها أسباب منعت سوريا من الدخول في الحرب، والظروف التي فرضت تدخلاً سورياً عام 82 لم تعد موجودة، بالإضافة الى الأزمة الاقتصادية الخانقةأضاف: إن بشار الأسد يخشى اليوم أن تصل الحرب الى الأراضي السورية، ومن المريح له أن تستمر الحرب في لبنان فقط من دون أن يتحمل أي عبء عسكري، واصفاً الاتفاقات العسكرية المشتركة مع لبنان بأنها “حبر على ورق”.
وسأل: طالما أن الرئيس الأسد قال إن إسرائيل هُزمت في لبنان، فلماذا لم يستفد ويهاجم لاستعادة الجولان؟ وأضاف: ما دام الأسد يعلن رفضه الشرق الأوسط الجديد الذي تعدّ له أميركا، فلماذا أرسل وزير خارجيته الى البحرين للمشاركة في مؤتمر عن الشرق الأوسط الجديد الى جانب وزير خارجية أميركا؟
وعن تفسيره لهجوم الرئيس الأسد على بعض الأنظمة العربية وحديثه عن أشباه الرجال، قال: ليست لدى بشار الأسد أية سياسة استراتيجية ولا أفق، إنه رجل انفعالي أراد أن يقفز قفزة ثورية ليغطي أوضاع الداخل. ورأى أنه في خطابه “كان طالباً ثانوياً مراهقاً”.
وسأل: لماذا هاجم الرؤساء العرب، ومئات آلاف السوريين يعملون في دول الخليج ويعيشون هناك ويأتون بالأموال؟ معتبراً أن هذه المواقف تزيد من عزلة سوريا السياسية والاقتصادية على سوئها. ورأى أن زلّات لسانه “عقّدت الأمور أكثر فأكثر” وتجاوزت مصلحة سوريا. وطالب خدام بعلاقات ندّية بين لبنان وسوريا لأنهما دولتان مستقلّتان، وكانت الوحدة بين سوريا وموريتانيا أسهل من الوحدة مع لبنان. وسأل: لماذا لا يوجد تمثيل ديبلوماسي بين بيروت ودمشق كما بين عمان ودمشق أو بغداد.
كما أكّد خدام ترحيبه بترسيم الحدود بين لبنان وسوريا بدءاً من مزارع شبعا، وقال إن الحديث عن الاحتلال في المزارع “ذريعة” لإبقاء مسمار جحا منذ الانسحاب الإسرائيلي من لبنان عام 2000، فالعقل الباطني السوري لم يكن يقتنع بالانسحاب الإسرائيلي من الجنوب.
ورأى خدام أن الحديث عن شعب واحد في دولتين لا معنى سياسياً له على الإطلاق، وقال: إن النظام السوري كان يعتقد أن الانفجار الأمني في لبنان يجره الى الفتنة الداخلية لطي ملف التحقيق في اغتيال الحريري وقد يسمح بعودة السوريين الى لبنان، وهو حلم صعب.
وأضاف: فيما كان حزب الله يدعو للوحدة الوطنية جاء خطاب الرئيس الأسد الأخير ليزرع الفتنة ويتهم فريقاً أساسياً على أنه منتج إسرائيلي.
وقال: مَن أسقط 17 أيار كان وليد جنبلاط بالدرجة الأولى ونبيه بري ورفيق الحريري، والأخير قُتل وجنبلاط على اللائحة وبري مهمّش، كاشفاً أن التعاطي مع الرئيس بري كان يتم على طريقة التعاطي مع الحريري بالتهديد، وهو يعرف ذلك ويعرف أني أعرف، وقد ينفي ذلك الآن. وتوقع خدام أن يوجه براميرتز الاتهام للرئيس السوري بشار الأسد مباشرة بارتكاب بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وقال انه لا يُعقل أن يكون رستم غزالي قادراً على سحب ألف كيلوغرام من المتفجرات من سوريا ولا يكلف فريقاً لتنفيذ الجريمة بالشكل الذي حصل.
أضاف: يعرف الرئيس الأسد ذلك، ولذلك فقد صوابه، كان ديتليف ميليس يتحدث إعلامياً ويصار للرد عليه بشكل إعلامي، والأسد يحاول أن يصوّر نفسه الضحية إزاء العالم العربي لاستقطاب العطف عليه عند توجيه التهمة إليه.