عكار - ابراهيم طعمة
أقدم ليل أمس مجهولون على كسر وخلع اللوحة عن النصب التذكاري لشهيد المقاومة الوطنية اللبنانية، بطل عملية أرنون الاستشهادية علي غازي طالب في بلدة تكريت. وتحمل اللوحة اسم الشهيد تتوسطها الزوبعة شعار الحزب السوري القومي الاجتماعي.
وتقدم ذوو الشهيد بشكوى لدى مخفر درك بينو لكشف الفاعلين وإنزال عقوبات بحقهم، لأن هذا العمل يشكل محاولة لزرع الفتنة التي لن ينجر أهل الشهيد لها، وخاصة في ظل ما تشهده البلاد من أوضاع أمنية وسياسية تتطلب وحدة في الموقف الداخلي لمواجهة العدوان الصهيوني المتربص بالبلاد.
وأعرب الأهل عن أسفهم الكبير لهذا العمل الذي لا يستهدف الشهيد علي فحسب، بل كل الشهداء والمقاومين الذين يروون بدمائهم ارض الوطن.
كما استنكر رئيس البلدية فوزي رستم هذا العمل مشيراً إلى أنه حلقة من حلقات الفتنة، داعياً السلطات المختصة إلى كشف الفاعلين، مهيباً بالجميع التعالي عن الصغائر والعمل على تمتين الوحدة الداخلية في هذه الظروف الصعبة . وقام وفد من الحزب السوري القومي الاجتماعي برئاسة منفذ عام عكار عبد الباسط عباس بزيارة النصب التذكاري في بلدة تكريت حيث علق على الحادثة مطالباً الأجهزة الأمنية بملاحقة الفاعلين، عملاء إسرائيل، للتعرض لرمز استشهادي من رموز المقاومة بطل عملية ارنون الاستشهادية، وان ذلك يندرج في سياق خطة إسرائيلية مبرمجة تهدف إلى ضرب السلم الأهلي في منطقة عكار، مؤكداً على ملاحقة الفاعلين و محاسبتهم وردعهم عن إفساد أمن المنطقة.
تجدر الإشارة الى ان منطقة عكار تعرضت لخطة ممنهجة في عمليات القصف المتكررة هدفت إلى تقسيم عكار، وشطرها الى منطقتين جغرافيتين: الشريط حدودي والداخل العكاري. تشكّل الشريط الحدودي من العمليات التي تركّزت على منطقتي السهل والدريب فرسمت ما يشبه شريطاً بعرض يتراوح بين خمسة وسبعة كيلومترات. يقع هذا الشريط بين خطّين شبه متوازيين.
الخط الاول يبدأ من نقطة العريضة الحدودية مع سوريا على البحر، صعوداً حتى منطقة وادي خالد على امتداد مجرى النهر الكبير الجنوبي. الخط الموازي باتجاه الداخل يبدأ من مصب نهر عرقة على البحر حيث قصف الجسر القديم بمحاذاة المصب، صعوداً على امتداد مجرى النهر حتى جسر عرقة الجديد الذي قصف أربع مرات متوالية ودمر نهائياً، مروراً بحلبا عاصمة المحافظة والتي تعرضت لقصف عنيف ثم إلى وادي نهر الأسطوان الذي تعرض للقصف مرتين حيث دمر جسر في مزرعة بلدة وعبارة مياه امطار بعد مفرق بلدة البربارة.
وقد توقفت حركة السير نهائياً باتجا البيرة وصولاً الى القبيات التي تعرض مدخلها للقصف أيضاً. ويكمل هذا الخط باتجاه بلدة عندقت التي تعرضت طريقها الرئيسية للقصف والانقطاع والتي تصل الى منطقة جبل اكروم حيث تعرضت طريقه لغارتين أيضاً.