الضنّية ــــ عبد الكافي الصمد
لم يساهم التحسّن البسيط الذي طرأ على حركة المطاعم والفنادق في الضنّية، في الأيام التي أعقبت وقف النار في 14 آب الجاري، في تعويض الخسائر الكبيرة التي مُني بها قطاع الاصطياف والسياحة في المنطقة هذا الموسم.
ففي الفترة التي استغرقها العدوان الإسرائيلي الأخير لأكثر من شهر، بقيت حركة الإقبال على المطاعم والفنادق في أدنى معدل لها، مما "دفع بعض أصحابها الى صرف عمّاله وإغلاق أبوابه، بعدما فاقت الخسائر القدرة على التحمل"، حسب ما أوضح رئيس بلدية سير راغب رعد.
رعد، الذي يدير وأخوته "مطعم فيصل رعد" في سير، يشير الى أن "الشلل التام لا يزال مخيماً على حركة المطاعم والفنادق في الضنّية، وأن أيام نهاية الأسبوع تشهد إقبالاً محدوداً، لأن أغلبية الرواد تقتصر على أبناء المنطقة"، لافتاً الى "غياب تام للمصطافين الطرابلسيين والبيارتة والجنوبيين عن ارتيادها، إضافة إلى غياب المغتربين، والمصطافين العرب، والخليجيين منهم بطبيعة الحال".
وإذ أوضح رعد أن خسائره هذا العام "لا تقل عن 75 ألف دولار حتى الآن، وأنه لم يبق من عمّال المطعم إلا سبعة فقط من أصل 25 عاملاً كانوا يعملون فيه"، فإنه لم يغفل الإشارة الى أن "هذا الوضع لا يستثني مطعماً أو فندقاً، أو أي مرفق سياحي آخر في الضنيّة".
في موازاة ذلك، أشار رئيس بلدية عاصون معتصم عبد القادر الى أن "نسبة الشلل التي لحقت بالمطاعم، والفنادق في البلدة قاربت تسعين في المئة، وأن حركة تأجير الشقق للمصطافين والسيّاح غابت تماماً هذا العام، الأمر الذي سينعكس سلباً على وضع الأهالي، الذين يعتاش أكثر من نصفهم من مردود موسم السياحة والاصطياف عليهم".
بدوره، لم ينف مدير فندق "جنّة لبنان" حسين الصمد تأثير الحرب على الموسم بأكمله، لافتاً إلى أن "الفندق كان يشهد نحو خمس حفلات أعراس أسبوعياً في الأعوام السابقة ، أما هذه السنة فإننا لم نقم حفلاً واحداً".
ويشير إلى أنّ «الحركة أثناء فترة الحرب كانت صفراً، وهي تحركت قليلاً بعد انتهائها، إلاّ أن أغلبية الزبائن هم من أبــــناء المنطقة»، لكنه أكد أن «ما يعزّينا هو انتصار المقاومة، وهو انتصار نأمل الحفاظ عليه، واستمراره».