كفرشوبا ــ عسّاف أبو رحّال
بلدة كفرشوبا قدرها معايشة الدمار والخراب. استعادت اليوم نبض الحياة ولو جزئياً وسط دمار يحوط منازلها من كل جانب. عاد اهلها اليها متفقدين مستطلعين ومستفسرين عما يدور في أزقّتها وخلف جدران منازلها الممزقة، بعد الزلزال المدمر الذي أصاب ثلث منازلها.
لجان كشف وتخمين اضرار، تسجيل اسماء وإعداد لوائح، خطوة اعتادها الاهالي منذ ستينيات القرن الماضي.
قد يكون المواطن غير راض أو مرتاح لها، لأن ثمة تجارب سابقة عصفت بالبلدة من دون أن تؤتي ثماراً في تعويضات ما زالت شريحة واسعة من الأهالي تنتظرها منذ كشوفات عام 1975.
كشف الأضرار يراه الأهالي مجرّد رفع عتب و«الدفع بيبعت الله»، دليل على انعدام ثقة المواطن بالمسؤولين الذين باتوا بنظره خزان وعود فضفاضة تلوح بعيداً عن كفرشوبا.
يقول رياض خليفة: «كفرشوبا دمرها الاحتلال مرات عدة، وأعيد بناؤها بهمة الأهالي. ساهمت التعويضات في جزء بسيط منها، والباقي يدعم من اموال اغترابية، اضافة الى مساحات من الاراضي بيعت من اجل الإعمار على أمل التعويض، لكن حساب البيع لم ينطبق على حساب التعويضات التي ما زال الاهالي يأملون الحصول عليها».
وقال: «هناك تخوف من تجدد المعارك بسبب الخروقات الاسرائيلية المستمرة على جبهة المزارع. ورغم ذلك، نحن مصممون على اعادة الاعمار في ظل غياب القدرات المالية، وننتظر المساعدات الجادة والفورية للبدء بالعمل قبل حلول فصل الشتاء، نتمنى على المسؤولين زيارة كفرشوبا المدمرة للمرة الخامسة، ونأمل أن تكون الإجراءات الحالية مغايرة لسابقتها».
وأكّد المختار محمد عسيد قصب «ان اكثر من 400 عائلة لم تتسلم بعد كامل تعويضاتها عن كشوف العام 1975، كما أن المنازل التي ما زالت مدمرة منذ ذلك التاريخ مستثناة من الكشوف الحالية بحجة وجود ملف خاص بها في مجلس الجنوب ومن بينها منزل المختار».
بلدة كفرشوبا الواقعة في اعالي العرقوب عند الحدود مع مزارع شبعا المحتلة، مثّلت طوال عقود خلت هدفاً لقوات الاحتلال، ويأمل اهلها اعتماد خطة اعمار تعود معها الحياة الى البلدة التي طالما انتظرت الامن والاستقرار.