ناصر شرارة
الزمان 31 آب، والمكان ساحة البوابة بالقرب من ميناء صور، والمناسبة إحياء ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه.
هذا العام، تكتسب المناسبة أهمية خاصة، ليس فقط من وجهة نظر حركة «أمل» ورئيسها نبيه بري صاحب الدعوة كالعادة إلى إحيائها، بل أيضاً بالنسبة إلى القاعدة الشعبية التي اعتادت المشاركة فيها. فالمهرجان يأتي في أعقاب أشرس هجمة إسرائيلية على لبنان. وخطّط لإحيائها عبر وضع برنامج خاص يراعي خصوصيتها الاستثنائية. فللمرة الأولى لن يشارك بري أحد في الكلام، وسيكون خطيب المناسبة الوحيد.
ثمة تفسيران دفعا منظمي المهرجان الى خرق ما درجوا عليه في إحياء هذه الذكرى التي تقام سنوياً منذ تغييب الإمام الصدر قبل 28عاماً، عبر حشد خطباء يمثلون أكبر عدد من المراجع الدينية والسياسية وممثلي الأحزاب. أولهما، استحالة إرضاء كل القوى التي ترغب المشاركة بالكلام في هذه المناسبة، وثانيهما إكساب كلمة بري أهميتها الاستثنائية، بوصفها أول إطلالة لشريك عضوي مع المقاومة، بعد الحرب، وأيضاً لإعطاء كل الضوء الإعلامي للمواقف والرسائل المهمة التي سيوجهها في خطابه الى الداخل وإلى الخارج على السواء.
وتتحفّظ أوساط رئيس المجلس على مضمون كلمته التي يقول مقرّبون منه إنها وضعت بعناية خلال الأيام الأخيرة، وتشاع تكهنات حول أبرز خطوطها العامة، لافتين الى دلالات المكان الذي يقام فيه المهرجان، فمدينة صور، هي مكان انطلاقة حركة الإمام الصدر، وإحدى أهم الحواضر الجنوبية التي تحتضن المقاومة. وإقامة المهرجان فيها هذا العام يؤكد على هويتها وانتمائها، كما الجنوب، الى مشروع المقاومة والوطن والدولة القادرة والعادلة.
ومن أهم المواقف التي سيتضمنها خطاب بري رفضه لاستدامة الحصار الاسرائيلي المفروض على لبنان، وإعلانه موقفاً عملياً في مواجهته، وسيعلن أيضاً موقفاً رافضاً لقرار التحكيم الذي صدر أخيراً في إيطاليا في شأن قضية الإمام الصدر ورفيقيه في محاولة لتبرئة النظام الليبي من خطفهم. كما يتوقّع أن يدعو إلى معاودة أعمال الحوار الوطني، عندما تتيح ذلك الظروف الأمنية لأركانه.
وفي انتظار يوم الخميس، موعد بري، كما يقول المقرّبون منه، مع قاعدة المقاومة الشعبية التي لا تزال تعاني من تبعات التهجير والنزوح جرّاء العدوان، ينشط للتحضير له جهازان يتوزّعان أعمال تجهيز ساحته في صور، وتوزيع الدعوات وتحضير عمليات نقل المواطنين إليه. الجهاز الأول هو مراسم مجلس النواب المتكفّل بدعوة الشخصيات الرسمية، ولوحظ هذا العام دعوة أكبر حشد رسمي ممكن. أما الجهاز الثاني، فهو كشّافة الرسالة الإسلامية، الجسم التنظيمي الأهم في حركة «أمل»، العامل في مجال تأمين الاحتياجات الضرورية لإنجاح المهرجان من عمليات نقل وتأمين الحشد الجماهيري. ولم توزع دعوات على المشاركين خارج الرسميين، نظراً الى ضيق الوقت من ناحية، ولكون النزوح بعثر الديموغرافيا الجنوبية، بحيث تعذرت معرفة أماكن المرغوب في دعوتهم. فوجّهت الدعوات إليهم شفوياً أو عبر دعوة عامة.
أمنياً، الإجراءات استثنائية تناسب الوضع الأمني الراهن. وثمة تكتّم على التدابير المتخذة للحؤول دون اختراقها. وقد شاركت في وضعها غير جهة أمنية، على رأسها مدير عام مخابرات الجيش العميد جورج خوري الذي التقى الرئيس بري وبحث معه في إنشاء جسر مواز لجسر القاسمية المدمّر لتسهيل عبور الحشود، إلى جانب إجراءات أمنية مناسبة لضمان سلامة المشاركين.


تحضيرات المهرجان
تواصلت أمس التحضيرات للمهرجان المركزي الذي تقيمه حركة «أمل» في مدينة صور لمناسبة الذكرى الـ28 لتغييب مؤسسها الإمام السيد موسى الصدر الذي يقام عصر الخميس على أرض ساحة الإمام الصدر (ساحة البوابة وسط المدينة) التي تبلغ مساحتها 42 ألف متر مربع، للمرة العاشرة في المكان عينه. وقال المسؤول الإعلامي المركزي في «أمل» قاسم سويد إن 52 ألف كرسي جهزت للاحتفال، واتخذت تدابير لتنظيم عملية النقل من المناطق اللبنانية كافة على أن تتولى الجهات المختصة تنظيم حركة السير على الطرقات الفرعية والعبّارات المستحدثة منعاً للازدحام.
تجدر الإشارة إلى أن بلدية صور نظّفت الشوارع الرئيسية للمدينة وعبّدت المدخل الرئيسي قرب ثانوية البنات الرسمية وصولاً إلى شركة الكهرباء، ولوحظ أيضاً انتشار للافتات الخضراء وأعلام حركة «أمل» وصور الرئيس نبيه بري والسيد موسى الصدر على مدخل المدينة وفي شوارعها.