الجنوب ــ كامل جابرتفقد «الطوارىء» جنوباً وتظاهرة احتجاج استقبلته في حولاوعقد أنان في الناقورة اجتماعاً مغلقاً في مكتب القائد العام للقوات الدولية في الجنوب الجنرال آلان بيللغريني، حضره ممثل الامين العام في لبنان غير بيدرسون، وموفده لتنفيذ القرار 1559 تيري رود لارسن، المستشار السياسي للقوات الدولية ميلوش شتروغر، الناطق الرسمي باسمها ألكسندر ازينكو وكبار الضباط الدوليين، وكان بحث لأوضاع القوات الدولية وسير عملها.
ووضع أنان إكليلاً من الزهر على النصب التذكاري لضحايا الـ«يونيفيل» في الناقورة، وهم أربعة ضباط سقطوا خلال العدوان الاسرائيلي على الجنوب، بالاضافة الى صورة موظف غاني قتل وزوجته في بلدة الحوش في صور. بعدها قال أنان "إنها فرصة عظيمة أتيحت لي للمجيء الى الناقورة لتقديم الشكر للعاملين في قوات الطوارئ، تحت قيادة الجنرال آلان بيلليغريني للعمل العظيم الذي قاموا به. لقد أسيء فهم عملهم وتعرضوا للانتقاد فلم يعطوا التقدير الذي يستحقون على أعمالهم وتضحياتهم الرائعة».
وأضاف «منذ مجيء الأمم المتحدة الى هنا، فقدنا ما يناهز 300 شخص ضحوا بحياتهم من اجل السلام. خلال الأزمنة كان الجنرال بيلليغريني ورجاله رائعين جداً. كان في إمكانهم الطلب منا نقلهم أو توزيعهم بعيداً من الأذى، لكنهم عملوا حقاً، ولا بد للسكان المدنيين من أن يكونوا في حاجة إليهم، للمساعدة في النشاطات الانسانية كإعادة بناء الجسور والطرقات كي نتمكن من النهوض من جديد وإيصال المعونات الانسانية».
ورداً على سؤال اعلن انان انه تم إيجاد «آلية مراقبة وتنسيق، خلال الاجتماعات الثلاثة أو الأربعة التي عقدت بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي تحت قيادة بلليغريني»، معتبراً أن «من المفيد للجانبين الاجتماع مجدداً للقيام بتثبيت وتأكيد قبولهما والتطبيق السريع للقرار 1701، والتعاون حيال الانسحاب والقيام بعملية التسليم والتسلم».
وأكد أنه «ينبغي على الاسرائيليين التحرك على بعض القضايا التي باتت تزعج الطرفين» موضحاً «أننا في حـــاجة إلى حسم قضايا الجنديين المخطوفين في أسرع وقت، والتصدي لموضوع الاسرى. نحتاج الى التعامل مع موضوع إنهاء الحصار البحري والجوي وهو بمثابة إذلال للبنانيين وتعدٍّ على سيادتهم» معتبراً أنه حان الوقت لرفعه مؤكداً أن «اللبنانيين أثبتوا جديتهم في ما يختص بتطبيق القرار 1701».
وعن انطباعه عن زيارته للضاحية الجنوبية أول من أمس قال «بالنسبة إلى الدمار، فقد كان صادماً، ما رأيت باستطاعتي وصفه بأنه إحباط ويأس وغضب ممن عاشوا هذه التجربة، ما حدث (اول من) امس كان مشهداً جانبياً وصفوه للتأثير عليّ. أظن أن البعض من الصغار استشاطوا حماسة وأخذتهم الحماسة ولا بأس في ذلك».
ورداً على سؤال شدد أنان على ضرورة احترام الطرفين وقف النار معلناً انه ارسل «رسالة الى الحكومتين (اللبنانية والاسرائيلية) مع مرفق حول ما ينبغي عمله وما لا ينبغي القيام به، لشرح ما ينبغي ان يفهم من وقف الاعمال العدائية، والحكم الميداني في ذلك هو الجنرال بلليغريني. وإذا كانت ثمة مشاكل فينـــتبغي إرسالها إليه او للأمين العام».
وتوجه انان بعد ذلك الى موقع للطوارئ بين بلدة ميس الجبل ومستعمرة المنارة الاسرائيلية، ولدى مروره في بلدة حولا تجمع عشرات من أبناء البلدة وهم يحملون الأعلام اللبنانية ولافتات كتب على بعضها باللغة الانكليزية «الأمم المتحدة اجتمعت ضد الشعب اللبناني» و«إسرائيل وأميركا هما دولتا الاضطهاد» و«لن نتخلى عن أسرانا أبداً».
وفي مركز الطوارئ في ميس الجبل، استمع انان الى شرح من ضابط في الكتيبة الهندية عن القنابل العنقودية الموجودة في الأودية والأحراج المحيطة والتي اطلقتها قوات الاحتلال الاسرائيلي. وبعد تفقده موقعاً للكتيبة الهندية قرب موقع العباد غادرأنان الى الأراضي الفلسطينية المحتلة.