ماذا تريد أميركا من العرب؟ الجواب بسيط: النفط والاقتصاد وفلسطين. النفط، لأنه حتى الآن لم يجد الجنس البشري أي بديل للطاقة التقليدية. من كان لديه أدنى شك، فليس عليه إلا متابعة ما حصل أخيراً في مؤتمر البيئة في ريو، حيث توغلت الحكومات لإفراغه من مضمونه الأهلي لمصلحة الشركات العظمى التي تتنفس نفطاً. أميركا تريد فلسطين ــــ كل فلسطين ــــ هبة للصهاينة، وليس على من يراودهم الشك إلا متابعة الانتخابات الأميركية وما يأتي معها من خنوع وإذلال للوبي الإسرائيلي. أما عن الاقتصاد، وهو آلية للسيطرة على الشعوب مادياً وثقافياً، فقد باتت أميركا تقاتل العدالة الاجتماعية والاشتراكية الإنسانية منذ الحرب الباردة، وهي تروج للرأسمالية وشريعة السوق والمبادئ النيوليبرالية المتطرفة. وليس على من لديهم شك إلا قراءة بعض ما أتى في تسريبات ويكيليكس، التي فضحت دور سفراء الولايات المتحدة في دعم إدخال المؤسسات العابرة للقوميات من خلال التعامل المباشر مع أركان الأنظمة الفاسدة، كما حصل في تونس قبل الثورة على سبيل المثال لا الحصر. تحاول أميركا فرض سياساتها من خلال التعامل مع الطبقة الحاكمة والغنية بطريقة الجزرة والعصا. والحق يقال، إن الحكام والأثرياء يحبون الجزر. لذلك تراهم مطواعين مرنين يتملقون أمام أي ممثل من الغرب علّه يقدم لهم شهادة الحضارة وحسن السلوك. لهذا السبب، سيواجه الرئيس المصري الجديد التحدي الأكبر في الأيام المقبلة، عندما تزوره هيلاري كلينتون لتسمع من فمه إذا كان من جماعة الجزر أو العصي. وقد سبقها إلى القاهرة السفير الإسرائيلي الذي عاد إلى مراكزه سالماً. وسيدرك محمد مرسي قريباً أن الصعوبة لم تكن في الانتخاب، بل في البقاء في الحكم بين المجلس العسكري المتأمرك والشعب المصري الحرّ الذي ذاق طعم الحرية ولن يتراجع عن ثورته.