كان يفترض أن يكون شباب كفررمان على موعد مع استحقاق انتخابي لبلدية الظل مطلع هذا الشهر، لكن يبدو أن أجواء التنافس السياسي التي طبعت الانتخابات البلدية انعكست على بلدية الظل الشبابية حتى ألغتها. ففي ظل «رغبة علنية» في إنجازها، كان هناك سعي «من وراء الكواليس» إلى إلغائها «منعاً للاصطفاف وإثارة النعرات السياسية والعائلية والاجتماعية»، والكلام لمدير المشاريع الميدانية والشباب في «الجمعية اللبنانية لتعزيز الشفافية» سعيد عيسى. عيسى يؤكد أن قرار الإلغاء اتخذ «بعدما لمسنا أن الأمور ذهبت في اتجاهات لم نكن نرغب فيها، وإذا بنا بدلاً من جمع الشباب في لوائح مشتركة، نلاحظ بعض الاصطفافات الحزبية والعائلية، وتصاعد الصوت المنادي بالنسبية». ويرى عيسى «أنه لا مصلحة لنا جميعاً في الدخول في لعبة الحساسيات التي تفرّق ولا تجمع، فنحن كنا نسعى إلى انتخابات تختلف عن المألوف السائد، والترشح على أسس البرامج ضمن اللوائح والخروج من البنية الاجتماعية والسياسية التي تحكمت في معظم الانتخابات البلدية». أما لماذا إلغاؤها في كفررمان؟ «فربما نظراً إلى تنوّعها السياسي والاجتماعي، كان هناك إصرار على تعزيز هذه البنية التي لمسناها في معظم الأماكن المقرر انتخاب مجالس ظل شبابية فيها، لكن في كفررمان كانت أكثر حدة» يقول عيسى.
«نحن لم نلغ ولم نثبت، ولا علاقة لنا كبلدية بما يجري خارجها» يقول رئيس بلدية كفررمان كمال غبريس، مؤكداً في اتصال مع «الأخبار» أن «المرشحين فاتوا ببعض. مع العلم أننا فتحنا لهم أبواب البلدية ودعوناهم إلى التوافق، وحصلت بينهم اجتماعات مميزة، وأعددنا لهم اللوائح شرط ألا تكون الانتخابات، وبحسب شروط الجمعية الراعية، خاضعة لحسابات سياسية أو تنتج منها انقسامات، فهي ليست إلا انتخابات شبابية». يضيف: «بعد إلغاء الانتخابات من قبل الجمعية الراعية، طلب مني البعض رعاية التوافق من جديد بين الجمعيات التي ترشح عنها ممثلون، وكان لقاءً مميزاً في بيتي ضم ثمانين مرشحاً، وقد انسحب البعض لصالح التوافق، واتفقنا على مواصلة اللقاءات، كان هذا قبل زيارة البطريرك الراعي للمنطقة وكفررمان، لكن بعدها فوجئت بتصريحات في الصحافة تحكي بعكس ما اتفقنا عليه».
بعد قرار الإلغاء، عقدت أندية كفررمان وجمعياتها لقاءً في دار البلدية بحضور رئيسها ومنسّق الانتحابات في منطقة النبطية رئيس جمعية «نقطة، فاصلة» هاشم بدر الدين «أردنا معرفة الأسباب التي دفعت الجمعية إلى اتخاذ قرار الإلغاء، ومن أين أتى؟ فرد بدر الدين بأن القرار أتى بناءً على معطيات أوجبت هذا الإلغاء» يقول رئيس نادي التحرر في كفررمان يوسف سلامة. ويؤكد الأخير أن «رئيس البلدية أكد أمام الجميع أن قرار الإلغاء لم يصدر عنه، فسألنا عن مصدره، وبموجب ذلك وعدنا بدر الدين بقرار من الجمعية يعيد الحياة إلى المشروع الانتخابي الشبابي». ويرجح سلامة أن يكون هناك من «أوصل معلومات خاطئة إلى الجمعية جعلها تلغي الانتخابات المقررة. نحن أكدنا أنه إذا لم يحصل التوافق، فهذا لا يعني أن الدنيا توقفت هنا، لذلك نحن نصر على إجراء هذه الانتخابات وفق العملية النسبية».
ربما يرغب البعض من موقعه السياسي في كفررمان في إلغاء هذه الانتخابات التي هيّأت الاستعدادات لها أجواءً تنافسية حامية بين الشباب انتقل بعضها إلى موقع «فايسبوك»، إذ حملت العديد من الرسائل ردوداً انفعالية واتهامات «حزبية» و«سياسية» تلمح إلى وقوف أحد الأطراف السياسيين وراء قرار الإلغاء، لكن «يمكن العودة عن هذا القرار إذا قررت بلدية كفررمان ذلك، لأنها طرف أساسي في هذا الموضوع وهذه الانتخابات لا يمكن إجراؤها من دون موافقة البلدية التي ستقوم وحدها بعملية الإعداد والتمويل، لكن من شروط العودة إلغاء الحساسيات بين الشباب». يقول عيسى. مؤكداً: «نحن مش حابين نترك كفررمان»، معلناً أن الانتخابات الشبابية لأول بلدية ظل ستجري يوم الجمعة المقبل في بلدة حاروف في قضاء النبطية.