جبيل | «إذا الخنزير مجبور يشمّ الزبالة، انت ليه مجبور تشمّ المخدّرات؟» سؤال من الأسئلة التي رفعتها جمعيّة جاد - شبيبة ضدّ المخدّرات في المتحف المتخصصّ الأوّل من نوعه في العالم الذي تقيمه في حبوب - جبيل. من 92 بلداً، اختار القيّمون على الجمعيّة 6 آلاف قطعة نادرة من مواد توعية ومجموعة من التحف والأفلام تظهر مضار المخدّرات والكحول والدخان، والهدف: الحدّ من تفشّي آفة المخدّرات المنتشرة في لبنان حتّى بين الأطفال.«لأنّ المحاضرات على أهميّتها أصبحت مملّة بالنسبة الى الكثيرين وبالتالي لم تعد تعطي بنحو كبير النتائج المرجوّة منها، كان لا بدّ من البحث عن طريقة حديثة تجمع بين التوعية والتسلية الى حدّ بعيد، وتطوّر التوعية عمليّاً، فكان هذا المتحف» حسب ما يشرح رئيس الجمعيّة جوزف حوّاط. ويفتتح المتحف أمام العموم «بنسخته الكاملة» في 26 حزيران المقبل بمناسبة اليوم العالميّ لمكافحة المخدّرات، وهو في هذه المرحلة يمرّ بفترة تجريبيّة فيستقبل الطلّاب بانتظار اختيار أحد مشاريع التصميم التي يعمل على انجازها طلاب من جامعة الروح القدس الكسليك لاعتماده للمتحف. في المعرض، علب دخان كتبت عليها عبارات تحذّر من مضار التدخين بلغات مختلفة لكونها جمعت من عشرات البلدان منها الصين، اليابان، الولايات المتّحدة، ايطاليا، الهند، سلطنة عمان وغيرها. الهدف من جمعها وعرضها، بحسب حوّاط، هو التوعية على مضار التدخين وإظهار كيفيّة تعامل الدول الأخرى معه بحيث تحذّر منه علناً، آملاً أن نتوصّل في لبنان الى التعامل بالطريقة عينها مع الموضوع بعد سنة ونصف السنة كما سبق ووعد أصحاب شركات التبغ. وعلى بعد أمتار، قسم مخصّص لعرض أنواع الأدوية التي يستعملها المدمنون بما هي مواد مخدّرة، ومنها أدوية السعال التي تصل الى لبنان عن طريق التهريب، الى جانب شرح مفصّل عنها وعن طريقة استخدامها من المدمن.
ولأنّ المتحف يفتح أبوابه أمام الشباب والأطفال والأهل، تضع الجمعيّة بمتناولهم مجموعة كبيرة من المناشير التي جمعتها من مختلف بلدان العالم، وهي متخصصّة بالتوعية على أضرار تعاطي المخدّرات والتدخين والكحول، الى جانب معلومات عن مرض السيدا. وفي المتحف أيضاً مجموعة من الأفلام المتخصصة ضدّ المخدّرات والموجّهة للأطفال. وتسعى الجمعيّة الى استقبال أطفال المدارس بحيث تعرض الأفلام أمامهم على أن يجيبوا عن أسئلة متعلّقة بها، وكانت البداية مع طلاب مدرسة الفرير - بسكنتا، بعد أيّام على افتتاح المعرض بنسخته «التجريبيّة» بمشاركة القنصل الأميركيّة ريتشل غراسيانو.
مواد كثيرة تعرض في أقسام متخصصة من المتحف، منها منافض ضدّ التدخين، مجموعة من الأكياس والموادّ التي تكتب عليها عبارات التوعية، الى جانب لعب متخصصة للأطفال. وفي الجناح المخصّص للأهل، تعرض مجموعة من الآلات التي يستخدمها المدمن والتي على الأهل التنبّه اليها ليتمكّنوا من اكتشاف حالات الادمان في حال حدوثها. كما تعرض وسائل تهرّب من خلالها المخدّرات مثل البطاريّات والمشروبات الغازيّة وأحمر الشفاه وعلب النظّارات... وهي مخصّصة لأفراد الشرطة والقوى الأمنيّة ليكونوا على بيّنة من وسائل التهريب التي يعتمدها المروّجون والمدمنون والتنبّه لها وقمعها. المتحف يسلّط أيضاً الضوء على مجموعة من الحلويات من شوكولا وBonbons تحتوي على الحشيشة وتباع في الأسواق اللبنانيّة، الى جانب أنواع من الفودكا، ومن مشروبات الطاقة، بهدف توعية المواطنين على عدم شرائها.