تعبّر المصطلحات المستخدمة في تسمية مختلف فئات البلدان عن التباينات النظرية والسياسية في التحليل والاستراتيجية. وتتعلق هذه التباينات بشكل عام بالمحتويات الاجتماعية للمفاهيم الاقتصادية: فغالباً ما يتم عرض مقولات الاقتصاد كانعكاس لقوانين طبيعية ليس فيها للعلاقات الاجتماعية ولميزان القوى غير مقام ضئيل. هكذا، يهيمن إلى حد بعيد تصوّر التخلّف كمجرد تأخّر بسيط يُعزى إلى أسباب طبيعية.
1- البلدان المتخلفة:
إنه المصطلح الأقدم، لكنه تراجع تدريجياً لأنه ينطوي على إشارة إلى البلدان المتقدمة كمرجع، ولأنه سرعان ما بدا قدحيّاً.

2- البلدان السائرة في طريق النمو أو النامية:
هذه التعابير أقل تحقيراً من الأولى، لكنها تندرج في إشكالية التأخر نفسها. وعلاوة على ذلك، تحكم مسبقاً بتحسّن للوضع ليس مُثبتاً دوماً.

3- البلدان الأقل نمواً:
المصطلح المستخدم في تصنيفات الهيئات الدولية ولكنه يجمع كل العيوب السابقة.

4- العالم الثالث:
مصطلح اخترعه ألفريد سوڤي عام 1952 (بالقياس إلى الطبقة الثالثة)، والذي شهد نجاحاً كبيراً خلال الحرب الباردة لتسمية جميع الدول التي أبدت إرادة استقلال سواء عن الولايات المتحدة أو الاتحاد السوفياتي. أمران جعلا استخدام المصطلح أكثر حساسية رغم استمرار عادة استعماله: من جهة، زوال الاتحاد السوفييتي والكتلة المحيطة به، ومن ناحية أخرى تنامي تباين بلدان العالم الثالث السابقة.

5- البلدان الفقيرة:
مصطلح يركز على الفقر الاقتصادي لغالبية سكان البلدان المعنية. يحجب هذا المصطلح التباينات الصارخة الموجودة هناك. وفضلاً عن ذلك، هناك عدد من الدول التي تعتبر فقيرة هي في الواقع غنية جداً بالموارد الطبيعية، علاوة عن ثروتها الثقافية. يجب بالأحرى الحديث عن دول مُستَغلَّة.

6- بلدان الجنوب:
لفظ ملائم للتنديد بالفجوة مع بلدان شمال الكوكب المتطورة والمهيمنة غالباً، ولكنه ينطوي على عيب مزدوج بتجاهل استثناءات عديدة من هذا التصنيف الجغرافي وبالإيحاء بقدرية طبيعية.

7- بلدان المحيط:
مصطلح ينتمي إلى الإشكاليات البنيوية والماركسية التي تبرز ظاهرة الهيمنة داخل الرأسمالية العالمية التي تسيطر فيها أكثر البلدان تصنيعاً التي تتبع سياسات إمبريالية.

8- البلدان الصاعدة:
مصطلح يشير إلى الاقتصادات التي شرعت في عملية إنمائية أكيدة تجعلها منفصلة عن العالم الثالث الأكثر تجانساً سابقاً. وتمثّل الصين والهند والبرازيل الأمثلة الرئيسية؛ وغالباً ما يُستعاض عن هذا اللفظ بعبارة «الأسواق الصاعدة» وتعبر هذه الاستعاضة عن الرؤية النيوليبرالية لتنمية لا يمكن تحقيقها إلا بالاندراج في قسمة العمل الدولية التي تفرضها العولمة المالية.

9- البلدان الانتقالية:
تعبير ملطّف عن بلدان أوروبا الشرقية التي دخلت عقب انهيار الاتحاد السوفييتي، سيرورة إعادة الرأسمالية.
تنبيه: رغم هذا، ستُستعمل المصطلحات التالية في هذا الكتاب كمرادفات: العالم الثالث وبلدان الجنوب والجنوب وبلدان المحيط، والبلدان النامية. وتقع دول الكتلة السوفياتية السابقة ضمن بلدان المحيط. وتستخدم هذه المصطلحات عموماً في مقابل: الثالوث، البلدان الرأسمالية المصنعة (الرئيسية)، بلدان الشمال، الشمال، والمركز، والبلدان الإمبريالية، المعتبرة كذلك.

* هذا التعريف للمصطلحات وارد في مقدمة كتاب إريك توسان: «طغيان البنك العالمي»

اقرأ دراسة «مسألة التغيير في لبنان: جدليّة الخارج والطائفيّة السياسيّة والاقتصاد غير المُنتج» هنا.