تعدّ روسيا من أكبر مصدّري المواد الأوليّة في العالم، النفط والغاز من أهم صادراتها. لكن لروسيا صادرات أساسية أخرى لم يكن العالم ينظر إليها بهذا الاهتمام قبل الحرب الروسية الأوكرانية. فالمعادن إلى جانب مواد حيويّة في مجالات الطاقة المتجددة والأجهزة الإلكترونيّة وغيرها، تعدّ من الصادرات الأساسية أيضاً.تنتج روسيا معدن النيكل الذي يستخدم في صناعة البطاريات، ولا سيّما تلك المستخدمة في السيارات الإلكترونيّة والهجينة. كما يُستعمل النيكل في صناعة العملات المعدنيّة. توقّف الدول عن شراء هذا المعدن من روسيا ينطوي على مخاطر ارتفاع أسعار البطاريات ويزيد كلفة الاستثمار في الطاقة المتجدّدة التي يروّج لها الغرب. زيادة كهذه تعكس صعوبات في التحوّل نحو الطاقة المتجدّدة. لكن ليس هذا هو العنصر الوحيد الذي سيزيد كلفة الاستثمار في الطاقة المتجدّدة، إذ ان روسيا تنتج النحاس المكرّر الذي يدخل أيضاً في إنتاج البطاريات.

أنقر على الرسم البياني لتكبيره

تحتلّ روسيا المركز الأوّل في تصدير النيكل عالمياً بحصّة تبلغ 28.2% من الصادرات العالمية لهذا المعدن، وتحتل المركز الثاني في تصدير النحاس المكرّر بحصّة 7% من الصادرات العالميّة. غياب أو تقلّص التصدير الروسي بسبب العقوبات، سيخلق فراغاً كبيراً في عرض هذه المعادن في الأسواق العالمية ولا سيما في ظل صعوبة استبدال الصادرات الرّوسيّة بغيرها، ما سيرفع الأسعار بشكل كبير. والدول الأكثر تأثّراً في هذه الحال، هي الدّول الأوروبيّة التي تعتمد خططها بشكل كبير على التحوّل من مصادر الطاقة التقليديّة إلى المتجددة.
أيضاً تنتج روسيا معدن «البلاديوم» الذي يُستعمل في صناعة مكثفات الكهرباء (capacitors) التي تدخل في إنتاج الأجهزة الإلكترونيّة. وهذه الأخيرة تعاني أصلاً من نقص في أشباه الموصلات (semi-conductors)، ما يعني أن أي نقص في عرض «البلاديوم»، وبالتالي عرض مكثفات الكهرباء، سينعكس نقصاً في إنتاج الإلكترونيات، وهو ما يزيد من أزمة النقص الحاليّة. وما يزيد من حدّة هذا الأمر أن روسيا تحظى بأعلى حصّة من صادرات «البلاديوم» في العالم تبلغ 19.9%.
وتنتج روسيا الألمنيوم الخام وتصدّره. يستخدم هذا المعدن في صناعة العديد من أمزجة المعادن (Alloys) التي تستخدم في صناعة السيارات وغيرها، سواء في أوروبا أو في أميركا وكوريا واليابان أيضاً.
كذلك كما أن روسيا تصدّر الفحم الحجري، المورد الأقدم لإنتاج الطاقة. هي ثالث أكبر مصدّر للفحم في العالم بحصّة 13.8%. وبما أن البديل الأقل كلفة للغاز الروسي، بالنسبة إلى أوروبا، هو الفحم، سيكون من الصعب على الدّول الأوروبيّة استبدال الغاز بهذا المورد، لأن روسيا مصدّر كبير له، ومن الصعب استبدال إنتاجها في السوق.