عندما يجتمع الممثلون السوريون واللبنانيون معاً في عمل واحد، نادراً ما نجد فناناً لبنانياً يلمع اسمه أمام زملائه الآخرين. لكن في مسلسل «الهيبة» (كتابة هوزان عكو، وإخراج سامر البرقاوي) الذي يُعرض يومياً (22:30) على قناة mtv إختلف الوضع تماماً، هناك معادلة درامية مغايرة.
فالكفّة متعادلة تقريباً بين الفنانين. لا يختلف اثنان على أن «الهيبة» كرّس وجود النجم السوري تيم حسن وابن بلده أويس مخللاتي، وفي الوقت نفسه أظهر نجومية عبدو شاهين (الصورة) كممثل لبناني محترف و«لعّيب». ثلاثي حرّيف بنى مثّلثاً متشابك الزوايا. الممثل الذي يلعب دور شاهين ابن عمّ جبل (تيم حسن)، كُتب الدور له وأدّاه ببراعة. شاب يقف إلى جانب ابن عمّه في كل المحن، ويضحّي من أجله. هو شهم ومن الرجال الذين يغلّبون مصلحة قريبه أكثر من مصلحته الشخصية. هي صفات نادراً ما نراها اليوم بين المقرّبين، لكنّها ثابتة في حياة أهل العشائر، بل هي عبارة عن واجب يكتب على جبين الشاب عند ولادته، طبقاً للمثل القائل: «أنا وخيي على إبن عمي، وأنا وإبن عمي عَ الغريب». على اعتبار أن العلاقة العائلية هي دائرة منفصلة ومتصلة في الوقت نفسه. شاهين يرافق جبل باستمرار، لكن أبرز صفاته هي إتقانه اللكنة البقاعية (الجبلية) بشكل لافت. مع العلم أنه قد تتفلّت منه تلك اللكنة أحيانأً فيستبدلها بالبيروتية. ينادي ابن عمه جبِل (ليس جبل)، وكأنّه يضع النقاط على الحروف، ويصحّح أخطاء زملائه الذين لا يتقنون تلك اللهجة. يملك شاهين كل صفات الشجاعة للمواجهة والدفاع عن عائلته، فهو عصبي وصاحب قلب أبيض في الوقت نفسه. شاهين اسم قوي لشخصية بارزة تتقلّب بسهولة مع الزمن، وتتفاعل مع الطبيعة القاسية التي تعيشها المناطق النائية.