قبل ثلاث سنوات، طرح مسلسل «تشيللو» (سيناريو نجيب نصير -إخراج سامر البرقاوي)، قصة الخيانة الزوجية، ضمن السباق الرمضاني. المسلسل (مسنتسخ عن فيلم «عرض غير لائق» الأميركي ـ 1993) الذي يندرج ضمن الدراما المشتركة، أثار وقتها الجدل، كونه يخرج موضوعاً قد يبعد - ظاهرياً- عن الواقع العربي المعاش، بأن يقبل مثلاً «آدم» (يوسف الخال)، بعرض «تيمور تاج الدين» (تيم حسن)، المتثمل بقضاء زوجته (ياسمين -نادين نجيم)، ليلة واحدة مع الأخير مقابل مبلغ مليون دولار. القصة يعرفها من تابعها في ذاك الوقت، من بدء خراب العلاقة بين الثنائي آدم/ ياسمين، والشكوك حول حملها، وصورة الخال التي بدت غير مقنعة بأن «يبيع» زوجته لرجل مليونير، مقابل استعادة حلمه في بناء مسرح خسره جراء حريق... كل هذه السردية، خلقت حالة نفور لمن شاهدها، وجفاء مع القصة المفتعلة، ولو أظهر «تيمور تاج الدين» ولهه بعازفة «التشيللو»، وأظهر مشاعر صادقة تجاهها. كل هذه المسوّغات، لم تكن جديرة بالإقناع، بل اتهم بعض المغالين العمل بأنّه يشجع على الخيانة الزوجية. طبعاً، تيمة الخيانة التي باتت لصيقة بالأعمال الرمضانية، نشاهدها هذا العام مع «تانغو» (كتابة إياد أبو الشامات -إخراج رامي حنّا). قصة مقتبسة ايضاً عن عمل أجبني. رغم سطوة قصة الخيانة الزوجية، وتبعاتها القاتلة على الأبطال الأربعة باسل خياط (عامر)، دانا مرديني (لينا)، باسم مغنية (سامي)، ودانييلا رحمة (فرح)، الا أن سياقاتها أتت مختلفة، في طريقة المقاربة والمعالجة. العمل الذي لا يعاني التكرار والإطالة، مفعم بأدوات قوية للتشويق (تحقيق في جريمة مقتل فرح، ومحاولة قتل عامر في حادث سير)، ومشغول بطريقة محترفة إخراجياً ونصاً، ولم يثر أي ردود فعل عند المشاهدين في مقاربته قصة حب بين الثنائي فرح/ عامر، المتزوجين في الاصل، وتربط عائلة كل منهما صداقة قوية. ربما الأسباب لا تكون جازمة هنا، في تقبّل خيانة الثنائي لشريكيهما، وكمّ المآسي التي خلفتها لدى ذويهما، الا أن سلاسة الحوارات وتدرّج القصة الزمني وحتى سياقها، عناصر استطاعت كسر الأحكام المسبقة على البطلين. هذا بالطبع، لا يعني أن ما قاما به يلقى إستحساناً شعبياً، لكن نجاح الخلطة الدرامية، وترك المسوّغات لحصول هذه الخيانة، تتكشف شيئاً فشيئاً، عدا مشاعر الحب القوية والصادقة التي جمعت الثنائي... كل ذلك أسهم في التعاطف معهما، كأي ثنائي غير مقيّد اجتماعياً. سمعنا فرح في حلقة الأمس، تتحدث عن اختيارها للرجل الذي أحبت على حساب «الأخلاق»، وعن «الصح والغلط»، فاختارت الحب. الحوارات التي بدأت تتظهر تباعاً، بين البطلين، وصراع كل منهما، لـ «تسوية» حياته، مع شريكه الآخر، بغية إنهاء فصول «الخيانة الزوجية»، لا شك في أنها أسهمت أيضاً في تغييب تعليق مشنقتهما، ومتابعة القصة وانتظار مزيد من التشويق في حيثياتها.

«تانغو» يومياً على lbci عند الساعة 22:40