أبرم المخرج السوري سيف الشيخ نجيب عقداً مع شركة «سما الفن» للإنتاج التلفزيوني، من أجل إنجاز جزء جديد من «بقعة ضوء» وقد سبق له أن أخرج جزأين من المسلسل، خلّف من خلالهما انطباعات متباينة، وبعض المآخذ النقدية! هذا العام، يقدّم نجل المخرج الراحل محمد الشيخ نجيب عملَيْن كوميديَيْن في موسم واحد: الأوّل «أحلى الأيّام» (بمثابة جزء ثالث من «أيّام الدراسة» ــ كتابة طلال مارديني، وبطولته مع معتصم النهار، ويامن حجلي، وخالد حيدر، وائل زيدان، ومازن عبّاس، وحازم زيدان، وجيانا عنيد وآخرين)، أما الثاني فالنسخة الجديدة من السلسلة الكوميدية الشهيرة. فكيف يمكن أن يقدّم مخرج عملين من نفس النوع في موسم واحد، وهل الموضوع يتعلّق بحجم الفرص المطروحة عليه؟ سألنا المخرج سيف أثناء زيارتنا لموقع تصوير «أحلى الأيّام»، فأجاب: «هذا العمل الذي نصوّره الآن هو كوميدي لايت بسيط، لا يشبه لا من قريب ولا من بعيد «بقعة ضوء» كون الأخير مسلسلاً معقّداً وصعباً جداً، يمكن تحميله مضامين منوّعة. حتى أنّه يمكن لك من خلاله أن تسخر من الدراما نفسها في إحدى اللوحات، ويمكن أن تقدّم شخصيتين من العصر الحجري تحكي من خلالهما بطريقة إسقاطية عن زماننا الحالي، ويمكن أن تخرج من عباءة السياسة، وتلاحق كاراكتير حياتي يصلح لأن يكون مادة غنية تحمل رسائل مهمة!». وأضاف أنّه «في «بقعة ضوء» نحن أمام مجموعة كبيرة من الأفلام التلفزيونية القصيرة، الرشيقة والمكثفة واللمّاحة والتي تمنح لصانعها شرطاً ممتعاً للغاية، لذا علينا بذل جهد مضنٍ، خصوصاً أنّ الجمهور ينتظره كل عام، بعدما صار حضوره فلكلورياً يشبه أحد أطباق وجبة الفطور الرئيسية على المائدة الرمضانية، وهو عمل له قالب، وشكل، وهوية محددة، من ناحية فواصله، والموسيقى التصويرية، والشارة... كلها عناصر صارت بمثابة ماركة مسجلة بالنسبة للجمهور لا يمكن اللعب فيها، أو تعديلها».من جانب آخر، يُسرّ مخرج «وجه العدالة» لنا بسعادته الكبيرة لاختياره مخرجاً لهذا المسلسل الذي تربطه به صلة وثيقة، ويعتقد أنّه سيعيده إلى الواجهة، ويجعله يستردّ الألق الذي فقده عبر الزمن، لأنّه مشروع «ضروري للمجتمع السوري». كما يفصح بأنّ النمط هذا العام سينحو باتجاه المساحات الاجتماعية الصرفة بعيداً عن الأزمة وتبعاتها والظروف الخدماتية ومعطياتها». في هذا السياق، يشدّد على أنّ الجزء المرتقب «سيحمل شعار اللامكان واللازمان، بمعنى أنّ نسبة كبيرة من اللوحات ستقدّم فرضيات لا ترتبط بمكان أو زمان. ويمكن أن تحصل في أماكن متعدّدة، لكنها تحاكم وتجابه نقدياً كل الأماكن والأزمنة السورية، فيما تهم مختلف الشرائح من الجمهور المحلي. لأنّ الكوميديا المرتبطة بالأزمة استهلكت، ولا يمكن تقديم شيء على ما يعيشه المواطن بالشكل الواقعي».