أبعد من الصورة التي ظهرت فيها الفنانة المصرية شيرين أمس في فعاليات «اليوم الوطني السعودي» الـ89، وسلسلة الأغاني الرومانسية التي تغنى بها الجمهور الحاضر في الفعالية وخارجها على مواقع التواصل... وأبعد أيضاً، من امتداح رئيس بلادها عبد الفتاح السيسي الذي يواجه تظاهرات شعبية تطالب برحيله، والسعودية «بلدها الثاني»، حيث تحضر وتحديداً مدينة «جدة»، بعد غياب طويل نسبياً عن الحفلات... كان لافتاً كلامها الذي اتهمت به نفسها بأنها لا تعرف أن تتكلم (مش بعرف أتكلم أوي)، ولا تريد أن تقول رأيها، وفي الوقت عينه، هناك كلام عليه أن يخرج على تلك المنصة. سرعان ما استعانت صاحبة «مشاعر» بـ«جوزها» حسام ودعته الى المسرح ليساعدها في قول ما تريد «أنا بحب يشاركني الكلمة دي عشان دي رسالة وهو شخص مثقف وواعي». ظهر زوجها حسام حبيب على المسرح، وسرعان ما التقطت يده وحاولت تقبيلها، لكنه منعها وقال ما قاله. يمكن هنا، تبرير ما حدث بأنّ الفنانة المصرية تعاني من «تروما» الكلام على المسرح بعد تعرضها لمشاكل جمّة وصلت الى حد إيقافها عن الغناء، والتحقيق معها في حزيران (يونيو) الماضي، عندما حاولت ممازحة في حفلتها في البحرين الغمز بأن مصر بلد يسجن من يدلي برأيه: «هنا أتكلم براحتي.. في مصر ممكن يسجوني».

قد تكون العفوية الزائدة التي تتمتع بها شيرين، يضاف اليها غياب حسابات المواقف وكيفية قولها على منبر عام، وأمام ملايين الناس، سبباً في ما حصل في «جدة». المشهدية الأخيرة التي أرستها حادثة تفويض زوجها للتحدث باسمها، ومحاولة تقبيل يده أمام الجمهور، كرّست صورة رآها كثيرون بأنها تعبر عن امرأة ضعيفة، وغير شجاعة بما فيه الكفاية لتعبّر عن مواقفها وشخصيتها. صدم العديد من المتابعين أمس بهذه الحادثة، التي أخرجت صورة مختلفة عما في خاطر محبيها، بما تمثله من نموذج في أغنياتها العاطفية التي تتخطى استماعاتها الملايين، وتعبر في غالب الأحيان عن امرأة متمردة، رافضة للأعراف المفروضة على المرأة وخاصة من قبل الشريك، بل أحياناً تذهب في معانيها الى المغالاة، لعلّ أبرزها أغنيتها الأخيرة التي تندرج في هذا السياق «تاج راسك» التي تقول فيها: «وقبل أما أمشي فيه كلمة أخيرة عايزة أقولها لك أنا مش جارية ولا عبدة أنا ستك وتاج راسك». أغنية لاقت جدلاً واسعاً، ووصلت مشاهداتها على يوتيوب الى أكثر من 14 مليون مشاهد. في ظل ما يمكن أن نسميه تناقضاً بين كلام الأغاني ورسائلها وبين شيرين الإنسانة الضعيفة والخائفة من الإدلاء بآرائها علنية، كما حصل أخيراً، يبقى أن ترسو صورة أخيرة لها، كامرأة اهتزت صورتها عند كثيرين أمس، ولاموها على ما اقترفته في المدينة السعودية. لكن في ظل الظروف التي تكتنف حياة وشخصية شيرين، هل يمكن لومها على ما فعلته؟ وبالتالي هل يمكن اعتبار أنها زحزحت صورة إمرأة وفنانة مثلت «النموذج» وتغنى بها كثيرون وكثيرات فنياً وعلى الصعيد الشخصي أيضاً؟!.