خطف الموت قبل ايام أشهر عازفي الإيقاع في الوطن العربي المايسترو ميشال مرهج (1928-2020)، جراء إصابته بفيروس كورونا في الولايات المتحدة الأميركية. موت «عميد الإيقاع العربي»، اسدل الستار على زمن ذهبي، طبعه سجله الحافل بالنجاحات. مرهج المولود في القدس من أب لبناني، صاحب مسيرة حافلة من النجاحات التي ترافقت مع أسماء نجوم كبار كمنصور وعاصي الرحباني، وفيروز وفريد الأطرش وحليم الرومي صاحب الفضل في تعريفه على الرحابنة. اشتغل لاعب الإيقاع في «الإذاعة اللبنانية »التي انطلق من خلالها الى التعاون مع هذه الوجوه لأكثر من عقدين، كما درّس الإيقاع في المعهد الوطني اللبناني العالي للموسيقى» لنحو ربع قرن. ناهز مشواره مع صاحبة الصوت الملائكي لنحو نصف قرن تقريباً، بدأ التعاون فيما بينهما في فترة الخمسينيات، في «الإذاعة اللبنانية»، إذ رافق مرهج فيروز في أشهر حفلاتها في لندن، وباريس، والولايات المتحدة الأميركية، وأستراليا وأميركا الجنوبية، وشكل عام 2005 عشية اغتيال رفيق الحريري الموعد الأخير بينهما عندما أقيمت الحفلة الأخيرة لفيروز في مدنية مونتريال الكندية. قبيل اندلاع الحرب الأهلية، سجّل المايسترو المعروف ألبوم زياد الرحباني «بالأفراح». وبعيد احتلال العدو الإسرائيلي لفلسطين، استدعي الى قسم الموسيقى في الإذاعة اللبنانية. وقتها سمعه حليم الرومي يعزف على سطح مكتبه، وطلب منه بأن يقدم أغنية «على بلد المحبوب ودّيني» لأم كلثوم، وبعد إثبات جدارته أصبح ركناً اساسياً في الإذاعة. وبعد اندلاع الحرب اللبنانية، اتجه مرهج الى قبرص بعد إنتقال إذاعة «الشرق الأدنى» الى هناك، وعاد وهاجر الى الولايات المتحدة عام 1989. في مقابلة له، تعود الى العام 2018، يصرّح لاعب الإيقاع الشهير عن اعتياده على سماع أم كلثوم إذاعياً: « كنت أنام عالأرض أنا واخويا ونحطّ الراديو بيننا ونسمع من 10 بالليل للساعة تلاتة الصبح»، منوّهاً بعازف الرق ابراهيم عفيفي الذي رافق أم كلثوم وقتها، واشاد بعزفه «كان يلعب بطريقة غريبة الشكل وبعدين ما في فلسفة، فيه إيقاع، فيه انتباه، وإذا واحد شرَد بيضربه، بيجيبه.. بالإيقاع يعني، وأنا أخدت النمط الخاص به، ودّه اللي خلاني أتعلق بالإيقاع».