حالة من البلبلة تعيشها الساحة الفنية التونسية، وربما تنذر بما يشبه إنقلاباً على الوضع المتأزم حالياً. قبل أيام، اعتصم عدد كبير من الفنانين التونسيين في بهو وزارة الثقافة، مطالبين بفتح أبواب المسارح ودور العرض لكي يمارسوا أعمالهم أو تأمين البديل المادي من الوزارة، لتعويض خسارتهم التي وقعوا فيها بسبب توقف أعمالهم على إثر إنتشار فيروس كورونا. وعبّر الفنانون عن معاناتهم بتحرّكات عدّة، إما عبر الإعتصام أو الإضراب عن الطعام ثم التصعيد بخطوات لاحقة. ولم تمرّ أيام على تلك التظاهرات، حتى خرج الدخان الأبيض، وتحدثت المعلومات عن تشكيل نقابة فنية جديدة سيرأسها صابر الرباعي في مرحلتها التأسيسية. الخبر جاء بعدما زار الرباعي المعتصمين، معلناً دعمه التام لهم، وطالب الفنانين التونسيين بدعم الاعتصام الذي تقوده النقابة التونسية للمهن الموسيقية والمهن الأخرى. وإنتشرت الأخبار عن بدء عقد إجتماعات سريّة لتشكيل النقابة، ومهمتها مساعدة الفنانين وإيجاد حلول لمشاكلهم المالية في ظلّ تقصير الدولة والنقابات الأخرى لإيجاد حلول لمشاكل الفنانين. وأشارت الأخبار إلى أن الإجتماع الأخير ضمّ فنانين معروفين، من بينهم نور الدين الباجي ونبيهة كراولي بقصد تأسيس نقابة جديدة.
في هذا السياق، بدأت الصحافة التونسية تتحدث عن تغيرات وشيكة في الساحة الفنية، عبر تشكيل النقابة التي سيرأسها الرباعي وسيكون الفنان لطفي بوشناق الناطق الرسمي بإسمها. وربطت المواقع التونسية بين النقابة المنتظرة والتغيرات التي تشهدها الساحة السياسية التونسية، إضافة إلى تقاعس الدولة عن تأمين بديل مادي للفنانين في ظل الأزمات المالية التي ضربت مختلف المجالات الفنية.