قبل أيام، أشعل المخرج الفلسطيني عمر رمّال مواقع التواصل الاجتماعي بفيلم قصير يحمل اسم «المكان» (1:24 د ــ The Place)، كشف عنه على يوتيوب.اختار الفنان البالغ 23 عاماً أن يقاوم الاحتلال الإسرائيلي ويعرّي جرائمه بحق شعبه عبر شريط لم يستغرق إنجازه أكثر من ثلاثة أيام.
شارك في العمل 10 ممثلين، 4 منهم بأدوار رئيسية، فيما لعب البقية أدوار مستوطنين إسرائيليين. وهو يحاكي في مضمونه ما يقع على الشعب الفلسطيني من ممارسات استيطانية لم تترك لشعوب الأرض المحتلة ما ينتفعون به.
في مقابلة مع وكالة «الأناضول» أجريت معه من مكان إقامة في عمّان، أكّد رمّال أنّ الفكرة وُلدت من رحم الواقع: «أصبح من الواجب علينا كصنّاع أفلام أن نعبّر بالطريقة التي نقدر عليها... تطاول المحتل يزيد يوماً بعد يوم».
وتابع: «أدى توسّع الحملة الإلكترونية في دعم صمود أهالي حي الشيخ جراح إلى استخدام وتوظيف منصات التواصل الاجتماعي بشكل ذكي وعظيم، فيما شمل الأمر تضامناً عالمياً غير مسبوق، وهو ما شجعني على إنتاج شيء أستطيع من خلاله المساعدة في تقديم الرواية الفلسطينية... نحن نسعى لنشر الرواية؛ لتحقيق التضامن مع قضيتنا، لأنها قضية عادلة ومن حقنا أن نعيش».
وشدّد عمر رمّال على أنّه عندما أنتجت الفيديو كان أتوقع انتشاره بصورة كبيرة لما يحمله من حقائق حول القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أنّ الإنتاجات العالمية دايماً ما تحاول تسطيح الشخصية الفلسطينية، بينما «تظهرنا السينما الإسرائيلية كأناس لا نشعر وليس لدينا مشاعر، وأنا دائما أحاول محاربة ذلك من خلال إبراز ابتسامة الفلسطيني وثقافته وأناقته التي تستطيع إيصال الرسالة بطريقة مباشرة وصادقة».
رسالة الفيلم تتلخّص بـ «أنّنا لسنا آمنين في بيوتنا، والتي من المفترض أن تكون أكثر الأماكن أماناً في العالم، لكننا معرّضون للاعتداءات وللسرقات والانتهاكات في وضح النهار، وعلى مرأى من العالم». وأردف: «لذا فقد حان الوقت أن نتحرك وندفع من يملك القدرة بالضغط من أجل تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني».
ثم أكّد أنّ «المكان» هو «نحن، فأجدادنا عاشوا هنا، ونحن من صنعنا تفاصيل المكان، ونحن من شكلنا ملامحه، وزرعنا في آمال وأحلام كبرت مع الشجر والحجر».
كما شدّد رمّال على أنّ «رسالتي هي أنّنا كلنا قادرين على التغيير، كل واحد من مكانه عليه أن يؤمن بدوره المجتمعي، أنا صانع أفلام ومن مكاني أؤمن بأنّني قادر على إيصال صوتي، أنت وأنتِ أيضاً بعملكم وفنكم وبصورتكم وصوتكم وكلمتكم قادرين على أن تكونوا جزءاً من تشكيل الرواية الفلسطينية».
واستشهد المخرج الفلسطيني بمقوله للكاتب إبراهيم نصر الله: «القصص التي لا نرويها تصبح ملكاً لأعدائنا»، قبل أن يختم بأنّه «يجب أن نوثق وننشر كل شيء قبل أن يصبح مسروقاً».