تقول المخرجة السينمائية اللبنانية مونيا عقل (32 عاماً) إنّ فيلمها الأول «كوستا برافا، لبنان» (106 د) صار عملاً من أعمال المقاومة وسبيلاً للبقاء عندما وقع انفجار مرفأ بيروت المروّع في 4 آب (أغسطس) 2020، بعد يوم من اجتماعها بفريق العمل في العاصمة اللبنانية تمهيداً لبدء الإنتاج.كانت مونيا تواجه بالفعل قيود كوفيد-19 الصارمة وأزمة مالية خانقة، لكنّها اختارت المضي قدماً في إنتاج الفيلم في أعقاب الانفجار الذي أودى بحياة أكثر من 200 شخص ودمر أجزاء كبيرة من العاصمة.
ضمن فعاليات «مهرجان البندقية السينمائي الدولي» الذي شهد العرض العالمي الأول للشريط يوم الأحد الماضي، قالت مونيا لـ «رويترز»: «يمر لبنان بفترة صعبة للغاية، وهذا الفيلم رسالة حب لبيروت».
وتابعت: «إنّه عن أحزان مكان لم يعد كما كان، وعن التساؤل هل تمضي بعيداً أم تواصل الكفاح من أجل مكان يبدو أنه لم يعد آمناً».
يصوّر الفيلم الذي يدور في إطار أزمة بيئية واقتصادية حياة أسرة «بدري» التي انتقلت للحياة في الجبال فراراً من الهواء الملوّث وغير ذلك من المشاكل في بيروت. وفي ظل العزلة في هذا الملاذ الآمن، يجتاح الوالدان إحساس بالذنب لهجر جذورهما من أجل تأمين مستقبل لابنتيهما. وفي ذلك الحين، يقام فجأة مكب للنفايات أمام بيتهما، ومع تكدس النفايات تزداد التوترات في الأسرة.
تلعب المخرجة والممثلة اللبنانية نادين لبكي دور الأم ويؤدي الممثل الفلسطيني صالح بكري شخصية الأب. وفي حين تشعر الأم بالحنين للحياة القديمة، يشعر هو بالمرارة والغضب.
في هذا الإطار، قالت لبكي: «أنا شخصياً أعيش تقريباً مثل أسرة «بدري» مع أسرتي. نعيش في الجبال بعيداً عن بيروت». وأضافت: «أعيش الصراع والتناقض نفسيهما: هل نبقى معزولين ونحمي أسرتنا وأطفالنا بهذه الطريقة أم نعود ونقاوم بطريقة ما ونكون جزءاً من التغيير وجزءاً من المقاومة؟».
وتقول نادين إنّ عرض الفيلم في «مهرجان البندقية السينمائي» في إطار قسم «أوريزونتي إكسترا» أمر بالغ الأهمية. ولفتت إلى أنّه «نحن في أسوأ وقت في تاريخنا. ولذلك أعتقد أن مجرد وجودنا هنا الآن وأن نقدم الفيلم وأن نكون قادرين نوعاً ما على أن نبتسم وأن نكون سعداء بما فعلناه هو معجزة. إنها معجزة بكل المقاييس».