قبل أن يصبح الممثل مايكل كيتون الرجل الوطواط في «باتمان»، كانت بداياته في السينما مع فيلم «كلين أند سوبر» الذي يتناول الإقبال الجنوني على إدمان المخدرات في الولايات المتحدة خلال ثمانينيات القرن العشرين. وبعد ثلاثة عقود، يشارك كيتون في مسلسل يتمحور على موضوع مماثل هو «دوبسيك».فقبل فيلم الأبطال الخارقين «ذا فلاش» العام المقبل الذي يؤدي فيه كيتون دوراً، تولى البطولة في «دوبسيك»، وهو مسلسل درامي تلفزيوني عن أحدث «وباء مخدرات» في الولايات المتحدة وهي أزمة المواد الأفيونية.
المسلسل القصير المؤلف من 8 حلقات، سيصبح متوافراً على منصة البث التدفقي «هولو» اعتباراً من يوم غدٍ الأربعاء، ويستند إلى كتاب بيث مايسي غير الروائي «دوبسيك: التجار والأطباء وشركة الأدوية الذين جعلوا أميركا مدمنة».
ويثير العمل الدرامي مسألة كيفية تسويق شركة «بوردو فارما» الواسع لدواء «أوكسيكونتين» الذي تنتجه، وهو مسكّن للألم يتسبب في إدمان شديد يُلقى باللوم عليه في أزمة المواد الأفيونية التي تسببت في وفاة نصف مليون شخص في الولايات المتحدة بسبب جرعات زائدة منذ العام 1999.
وأقرّ مسؤولو «بوردو» العام الفائت بأنّ الشركة مذنبة فعلاً في ما يتعلق بالتهم الجنائية الموجهة إليها، ومنها الاحتيال على هيئات الصحة الفدرالية من خلال الإقلال من أهمية الطبيعة الإدمانية للأدوية، ودفع رشاوى غير قانونية للأطباء.
كما لاحظت مايسي، وهي صحافية مقيمة في فرجينيا، أنّ الضحايا العاديين ومنهم نجوم كرة قدم في المدارس الثانوية وأمهات من الطبقة المتوسطة يتركزون بمعظمهم في منطقة أبالاتشي بشرق الولايات المتحدة التي تُعتبَر بؤرة الوباء.
على عكس العقود الأولى من «الحرب على المخدرات»، والتي ركزت على حبس متعاطي المخدرات، باتت المواد الأفيونية «سبباً لنحو 70 في المئة من كل الجرعات الزائدة التي سجلت العام الفائت»، على قول روزاريو داوسون التي تشارك في بطولة المسلسل.
ويؤدي كيتون في المسلسل التلفزيوني دور طبيب في بلدة صغيرة تضم مناجم، فيما داوسون شرطية في مجال مكافحة المخدرات، ويبدأ كل منهما في كشف حجم الأزمة المتفاقمة. وكلاهما عبارة عن مزيج من العديد من الأشخاص الواقعيين الذين قابلهم مايسي.
من ناحيتها، تتولى كايتلين ديفر دوراً رئيسياً كعاملة مناجم تصاب في ظهرها ويوصف لها عقار «أوكيسكونتين».
في هذا السابق، قالت ديفر إنّ هذه المرأة «لم تكن مستعدة إطلاقاً لما سيحدث في حياتها، وينتهي بها الأمر إلى معاناة وورطة لا تملك القدرة على التحكم بهما».
مصير هذه المرأة كان كذلك مصير آلاف الأميركيين الذين وصف أطباء يتلقون مكافآت من شركات الأدوية الكبرى مثل «بوردو» أدوية أفيونية قوية جداً لإصابات تكون في كثير من الأحيان طفيفة نسبياً.
وحالما طلب منهم أطباؤهم في نهاية المطاف الكفّ عن تناول هذا الدواء، وأجريت تغييرات على الحبوب لجعل إدمانها أكثر صعوبة، لجأ الكثيرون إلى شراء الهيرويين من الشوارع تفادياً لآثار توقفهم التي تُعرف بـ «داء المنشطات» أو «دوب سيكنس».
تحوّل المدمنون العاديون ناقلي مخدرات لحساب التجار الذي أجبروهم على نقلها من المدن إلى مجتمعاتهم الريفية، وكانوا يزودونهم الهيرويين لقاء هذه الخدمات مما أدى إلى تفاقم معاناتهم.
أما المنتج داني سترونغ، فأشار إلى أنّ الهدف من هذا المسلسل هو «عرض هذه القصة على نطاق واسع». وتابع: «لم أصدق ما فعلته هذه الشركة، وكيف تمكنت من الاستمرار في ذلك مراراً وتكراراً مدى سنوات ، غير آبهة بما كان يحدث... إنّها قصة صادمة... لم أستطع إخراجها من رأسي».