في نسخة جديدة من فيلم West Side Story (قصة الحي الغربي) ينطلق عرضها في الصالات العالمية في 10 كانون الأوّل (ديسمبر) الحالي قبل أن يتمكّن جمهور الـ «ستريمينغ» من متابعتها عالمياً في 2022 عبر منصة «ديزني برلاس» وعبر «هولو» وHBO Max في الولايات المتحدة، يقدّم ستيفن سبيلبرغ إعادة قراءة سينمائية لعمل استعراضي شهير استحال أحد معالم الثقافة الشعبية الأميركية.لم يستطع المخرج إخفاء حماسته عند بدء التمارين على نسخته من هذا العمل الذي كان معجباً به لدرجة الهوس خلال شبابه.
وقال سبيلبرغ في مؤتمر صحافي قبل أيام إنّه «قفز عن الكرسي» وبدأ بالغناء والرقص عند إطلاق العمل على هذا المشروع الذي يشكل بالنسبة إليه «أجمل علاقة عائلية مررت بها منذ فيلم ET سنة 1982».
وقد شكلت قصة الحب المأسوية بين «طوني» و«ماريا» في مواجهة التنافس العنصري بين العصابات في نيويورك، ظاهرةً ثقافية أميركية منذ عرضها للمرة الأولى على خشبات برودواي عام 1957، ثم على شكل فيلم سينمائي بعد أربع سنوات.
ويسعى الفيلم البالغة ميزانية إنتاجه 100 مليون دولار إلى تسليط الضوء على الرسائل السياسية في قلب قصة الحب.
في هذا الإطار، قال المخرج البالغ 74 عاماً إنّ العصابتين المتنازعتين «تتقاتلان حقاً لأسباب عرقية». وأضاف: «لكن المنطقة التي يدعون أنهم يتحاربون من أجلها كانت كلها تحت ظلال كرة الهدم»، في إشارة الطريقة التي كان يتم من خلالها هدم مناطق الطبقة العاملة في نيويورك في ذلك الوقت من أجل مشاريع التنمية الواسعة النطاق.
وكان لا بد من إجراء بعض التغييرات في النسخة المجددة من العمل، ليس أقلها ضمان عدم أداء ممثلين بيض أياً من أدوار الشخصيات المتحدرة من أصول أميركية لاتينية. لكن السيناريست طوني كوشنر دافع عن النسخ الأصلية التي قال إنّها كانت تنطوي على «راديكالية مذهلة» في ذلك الوقت. وتابع: «لديّ اعتقاد راسخ بأنّ (المسرحية الاستعراضية في برودواي وفيلم عام 1961) يمثلان خطوات هائلة إلى الأمام من حيث التمثيل»، حتى لو لم تكن «مثالية بأي شكل من الأشكال».
كما رفض سبيلبرغ ترجمة أجزاء من الحوار باللغة الإسبانية «بدافع الاحترام». وقال: «كان يجب أن نفرد مساحة (للغة الإسبانية) بنسب متساوية إلى جانب الإنكليزية».
صُوّر الفيلم في شوارع نيويورك قبل جائحة كوفيد-19، مع حرص سبيلبرغ على تجنب الكثير من العمل الرقمي. وقد استفاد فريق العمل من أنّ «المدينة التي كانت قبل 70 عاما لا تزال موجودة في أحياء معينة»، وفق سبيلبرغ.
لكن كانت هناك حاجة إلى بعض المؤثرات الرقمية لإزالة وحدات تكييف الهواء وأطباق الأقمار الصناعية وآثار التعرق، لأنّ القسم الأكبر من المشاهد صُوّر في خضم موجة حر في هارلم.
وقال سبيلبرغ: «كان أعضاء الفريق يعملون بجد، وكانوا يتعرقون من ثيابهم، ومن خلال سحر التكنولوجيا الرقمية... سحبنا الكثير من آثار التعرق في مرحلة ما بعد الإنتاج».