فاز فيلم «ألكاراس» للمخرجة الإسبانية كارلا سيمون بأكبر جوائز الدورة الثانية والسبعين من «مهرجان برلين السينمائي الدولي»، أمس الأربعاء.يتناول الشريط انقسامات عصفت بأفراد عائلة متماسكة من المزارعين في كتالونيا عندما تعرّضوا للطرد من أرض أجدادهم.
كانت سيمون نفسها قد نشأت في مزرعة خوخ في قرية ألكاراس، واعتمد فيلمها على ممثلين هواة من تلك المنطقة قامت باختيارهم من أسواق بالقرية وتدريبهم على أداء أدوار عدة أجيال من عائلة من أصحاب الحيازات الصغيرة.
ولدى إعلان رئيس لجنة التحكيم، نايت شياملان، عن جائزة أفضل فيلم، في أول نسخة للعروض المباشرة في المهرجان بعد إغلاق العام الماضي بسبب جائحة فيروس كورونا، أشاد بمهارة المخرجة في‭‭ ‬‬ تنظيم الأداء القوي من فريق من الممثلين من أعمار تراوح بين الطفولة والثمانين عاماً.
من ناحيتها، قالت سيمون بعد ذلك وهي تقف على البساط الأحمر محتفيةً بالاهتمام العالمي التي تتطلّع أن يحوزه فيلمها بفضل الجائزة: «هذا رائع حقاً لأنّه قصة صغيرة عن مزارعين وعائلتي من المزارعين وقرية صغيرة، ولأنه محلي تماماً، يخلق انتشاره دولياً شعوراً طيباً».
ووصفت فيلمها بأنه دراسة في التوتّر بين الأجيال وكيف يمكن لهذا التوتر والشقوق الأخرى أن تتعمق بسبب صدمة رؤية أسلوب حياة يتلاشى بعدما كان يسود اعتقاد بأنه أبدي.
وفي مراسم مفعمة بالمشاعر كرس فيها عدد من الفائزين بأفضل فيلم وثائقي جوائزهم لأصدقاء توفوا بكوفيد-19، وهي الجائزة التي حصل عليها فيلم «ميانمار دياريز» (يوميات ميانمار)، وهو وثائقي أعده عشرة مخرجين غير معروفين وجرى تهريب المواد التي صوروها للخارج وتوليفها لتقديم صورة للحياة في ميانمار منذ الانقلاب في العام الماضي.
ووسط التوتر والمساعي الدبلوماسية الحثيثة التي تتمحور حول نوايا روسيا تجاه أوكرانيا، عبّرت بعض الجوائز عن الدور التقليدي لـ «مهرجان برلين السينمائي الدولي» باعتباره المهرجان السياسي الوحيد الذي أقيم في الخمسينيات في مدينة مقسمة على خطوط المواجهة في الحرب الباردة.
وذهبت جائزة أفضل فيلم قصير لفيلم «تراب» للمخرجة حديثة التخرج، أناستاسيا فيبر، وهو عمل مدّته 20 دقيقة يصوّر حياة مجموعة من المراهقين الصغار في روسيا يقيمون حفلات ليلية يطاردون المتع ويحاولون الإفلات من قيود الشرطة.
ونال فيلم «ربيعة كورناز فيرسس جورج بوش» (ربيعة كورناز ضد جورج بوش) جائزتي أفضل سيناريو وأفضل بطولة التي ذهبت للممثلة الألمانية من أصل تركي ميلتيم كبتان لأدائها دور أم ينحني العالم لإرادتها من خلال قوة الحب المطلق.